أكد مدير إدارة الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية، قتيبة إدلبي، أن المفاوضات المزمع عقدها بين وفدي الحكومة السورية والإدارة الذاتية ستُجرى في دمشق أو إحدى مناطق شمال وشرق سوريا، وذلك بدلاً من باريس. يأتي هذا في إطار تعزيز الحوار الوطني وتأكيد أولوية الحل السوري-السوري من دون أي تدخل خارجي.
وأوضح إدلبي في تصريح لقناة “رووداو” أن الاجتماع الذي كان مقرراً عقده في باريس قد تم إلغاؤه، وتم الانتقال إلى المرحلة التنفيذية للاتفاق الموقع بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي. وأشار إلى أن لجاناً تقنية قد بدأت بالفعل العمل على الأرض لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق.
وأضاف إدلبي أن الإدارة السورية الجديدة تنطلق من المصلحة السورية العليا التي تجمع جميع السوريين، وليست من منطلقات قومية. وشدد على أن صياغة دستور دائم للبلاد ستأتي بعد تشكيل البرلمان وضمن إطار زمني واضح للفترة الانتقالية، وأن الحقوق الدستورية يجب أن تنبع من توافق سوري داخلي، وليس من تدخلات خارجية.
وأكد إدلبي أن الفيدرالية غير قابلة للتطبيق في سوريا بسبب تعقيد التركيبة السكانية، لكن يمكن منح المجتمع الكردي ضمانات خاصة تعالج المظالم التاريخية التي تعرضوا لها منذ عام 1963. وأعرب عن رفض الدولة السورية لتكرار نماذج “الدولة داخل الدولة”، وشدد على أن الاستقرار في سوريا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال وجود جيش وطني موحد ومؤسسات دولة واحدة تحت سيادة القانون، تشارك فيها جميع المكونات وتضمن وحدة واستقرار البلاد.
وانتقد إدلبي ما وصفه بـ”الخلل في تنظيم مؤتمر الحسكة” الذي عقد مؤخراً، مشيراً إلى أنه أعطى منبراً لشخصيات مرتبطة بنظام الأسد البائد وحاول تمرير أجندات خارجية تحت غطاء طائفي وعرقي. وأكد أن الحكومة السورية ترى أن أي حل حقيقي يجب أن يتم عبر الحوار بين السوريين أنفسهم، وليس عبر منصات دولية مسيّسة.
وفي سياق متصل، أشار مسؤول الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية إلى أن زيارة النائب الأميركي إبراهيم حمادة جاءت ضمن مساعي تعزيز قنوات التواصل مع الكونغرس الأميركي لنقل صورة واضحة عن الواقع السوري، وتأكيد الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية وبناء علاقة متوازنة بين الشعبين السوري والأميركي.