في ظلّ تزايد أعداد المتسولين في شوارع حلب، أطلقت المحافظة حملة شاملة لمكافحة هذه الظاهرة التي تعكس هشاشة الواقع الاجتماعي. وكان المهندس عزام الغريب، محافظ حلب، قد وجّه في شهر أيار الفائت بتشكيل لجنة متخصصة لدراسة ظاهرة التسوّل ووضع حلول عملية لمعالجتها.
عقدت اللجنة مؤتمرها الصحفي الأول يوم الأحد 17 آب، معلنةً إطلاق حملة مركزة لمكافحة التسوّل على مستويات متعددة. وتشمل الحملة توعية مجتمعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وجمع بيانات ميدانية عن أماكن المتسولين وإحصاء أعدادهم للتعامل معهم بإنسانية وتحويلهم إلى مديرية الشؤون الاجتماعية.
تعتمد اللجنة على دراسة التجارب الدولية الناجحة، مستخدمة أدوات مثل تحليل المحتوى ودراسة الحالة لتصميم برامج متخصصة للحد من الظاهرة.
تضم اللجنة 30 عضواً من مختلف القطاعات، بما في ذلك قاضيتان، ممثلون عن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، منظمات المجتمع المدني، الهيئات الثورية، والجهات القانونية والأمنية. وتعمل هذه الجهات على مراجعة القوانين المتعلقة بالتسوّل، ومتابعة التحركات الميدانية لضمان استجابة قانونية رادعة ومستدامة تحمي المتسولين من الاستغلال.
تتعاون اللجنة مع كلية التربية بجامعة حلب لتصميم استبيانات منهجية تُوزّع على أفراد المجتمع، لضمان مشاركة واسعة في صياغة الحلول. وتهدف اللجنة إلى تجهيز مراكز إيواء متقدمة، وتقديم تدريبات مهنية كالخياطة والحلاقة، وإعادة دمج الأطفال في المدارس عبر برامج تربوية بإشراف مرشدين نفسيين.
تسعى اللجنة لإعادة تفعيل مكتب مكافحة التسوّل المتوقف منذ 14 عاماً التابع لمديرية الشؤون الاجتماعية، وتدعو الجهات المعنية للمساهمة في معالجة هذا الملف الحيوي، وتفتح الباب أمام مشاركة المجتمع المحلي والمؤسسات لدعم هذا الملف.
دعت اللجنة جميع الجهات المعنية والمنظمات الراغبة في المساهمة إلى الانضمام لجهودها، لضمان معالجة ظاهرة التسوّل بشكل شامل ومستدام في حلب.