الثلاثاء, 19 أغسطس 2025 12:27 PM

تراجع السياحة في اللاذقية صيف 2025: مخاوف وآمال معلقة في ظل التغيرات

تراجع السياحة في اللاذقية صيف 2025: مخاوف وآمال معلقة في ظل التغيرات

صفاء سليمان ـ اللاذقية

شهد موسم صيف 2025 انخفاضًا ملحوظًا في النشاط السياحي في اللاذقية، وذلك نتيجة للتغيرات السياسية التي شهدتها البلاد وما تبعها من اضطرابات أثرت على الأمن والاستقرار في المحافظة، التي تعتبر وجهة سياحية مهمة في سوريا بفضل طبيعتها الجبلية وشواطئها. كما ساهمت الأزمة الاقتصادية في تقليل الإقبال على شاطئ الأزرق في مدينة اللاذقية.

آراء السياح

وليد، سائح عراقي، صرح لنورث برس قائلاً: "بعد وصولي إلى دمشق، توجهت إلى اللاذقية. في البداية شعرت ببعض الخوف، لكن عندما اطمأننت إلى سلامة الطريق وجمال الأجواء، زال قلقي." وأضاف: "كان استقبال القوات الأمنية جيدًا ولم أواجه أي مضايقات بخصوص اللباس أو أي شيء آخر."

المحامي محمد الشب، من إدلب، والذي جاء إلى اللاذقية خلال العطلة القضائية، قال لنورث برس: "أقضي هنا ثلاثة أيام للاستمتاع بالسياحة، فقد حرمنا في السابق من زيارة بلدنا وأهلنا في اللاذقية. الوضع الآن جيد، لا أحد يتدخل في شؤون الآخرين، ولا توجد إجراءات تفتيش مشددة، والجميع يتصرف بحرية والأجواء هادئة."

ديمة، من سكان اللاذقية، ذكرت لنورث برس: "تسبب تغير الحكم في سوريا في تخوف الناس، وأصبح من الصعب عليهم التنقل بحرية."

آراء المستثمرين

كرم مروة، مستثمر في الشاطئ الأزرق، أوضح: "الوضع هذا العام مختلف عن العام الماضي؛ كان الأمن متوفرًا بشكل كامل، والآن الأمن موجود ولكن الناس ما زالت قلقة." وأضاف: "الشائعات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي حول التدخل في اللباس والحريات لا أساس لها من الصحة، والوضع طبيعي. ندعو سكان المنطقة لزيارتنا وعدم تصديق هذه الشائعات. نحن نقدم خدمات متكاملة للزوار، ونسعى لتوفير راحتهم."

محمود مروة، مستثمر آخر في الشاطئ الأزرق، قال لنورث برس: "كانت الحركة السياحية ممتازة في العام الماضي، ولكنها تراجعت هذا العام بسبب التغيرات السياسية والأوضاع الاقتصادية. أما بالنسبة للأمن في الشاطئ الأزرق فهو ممتاز، وفي حال حدوث أي مشكلة، تتدخل قوات الأمن لحلها على الفور."

يوسف علي، أحد المستثمرين الذي رفض الكشف عن هويته أمام الكاميرا، ذكر: "قبل شهر، كانت هناك مجموعات تدعي تبعيتها للأمن العام تتدخل في سلوكيات الزوار ولباسهم، مما تسبب في مشاكل للمستثمرين." وأضاف: "الوضع الآن تغير، والأمن مستقر وهادئ، ولا يوجد أي تدخل في شؤون الزائرين باستثناء منع تقديم المشروبات الكحولية. كما أن هناك أشخاصًا يدّعون أنهم من الأمن العام ويرفضون إبراز هوياتهم، ويهددون أصحاب المنتجعات لتسجيل أسمائهم."

بنية تحتية ضعيفة

فادي نظام، مدير السياحة في اللاذقية، صرح: "شهدنا إقبالًا سياحيًا خلال عيد الأضحى، ولكنه تراجع مع بدء امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية، وتتركز الحركة السياحية حاليًا في نهاية الأسبوع. عادةً ما تكون ذروة الموسم السياحي في شهر آب، ونحن نراقب الحركة خلال الأيام القادمة. كما أن تأجيل الموسم الدراسي حتى 21/9 يعتبر عاملًا إيجابيًا لتنشيط السياحة."

وأضاف لنورث برس: "من أبرز التحديات التي تواجه القطاع السياحي ارتفاع التكاليف التشغيلية وضعف البنية التحتية، خاصة في مجالي الكهرباء والمياه، إضافة إلى نقص الأمطار على مستوى سوريا، مما يؤثر على هذا القطاع."

وأعرب عن أمله في تطوير البنية التحتية من خلال تنفيذ مشاريع كبرى، خاصة مشروع الطاقة الذي تم توقيعه مؤخرًا، "والذي نتوقع أن يكون له تأثير إيجابي على السياحة مع بداية العام القادم."

وتابع: "القطاع السياحي قطاع اقتصادي خدمي يحتاج إلى تكاتف الجهود المحلية لتأمين احتياجاته، من تعبيد الطرقات وتوفير اللوحات الإرشادية وتحسين النظافة، وذلك ضمن الإمكانيات المتاحة. نحن نعمل بالتعاون مع الوحدات الإدارية والجهات المعنية، وهناك أحيانًا مبادرات تطوعية، مثل حملة تنظيف المدينة يوم السبت الماضي."

واختتم بالقول: "كان لموسم الحرائق تأثير على المناخ والبيئة والقطاع السياحي. وتشهد مناطق صلنفة وكسب والمحاور البحرية من الكورنيش الجنوبي إلى المدينة الشمالية، إضافة إلى برج إسلام وجبل التركمان ووادي قنديل ورأس البسيط، حركة سياحية متفاوتة."

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: