الثلاثاء, 19 أغسطس 2025 02:08 PM

بعد عقد على مجزرة الغوطة: السوريون يستذكرون فظاعة الهجوم الكيميائي ومطالب المحاسبة

بعد عقد على مجزرة الغوطة: السوريون يستذكرون فظاعة الهجوم الكيميائي ومطالب المحاسبة

يستذكر السوريون في يوم الخميس القادم الذكرى السنوية لمجزرة غوطة دمشق، التي تعتبر من أبشع الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد. يمثل هذا التاريخ تذكيرًا بتصعيد النظام لجرائمه ضد الشعب السوري، والتي وصلت إلى استخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليًا.

في الساعة الثانية والنصف فجرًا من يوم 21 آب 2013، تعرض سكان الغوطة الشرقية بريف دمشق، والتي كانت تحت سيطرة فصائل الثورة السورية، لقصف بصواريخ محملة بغاز السارين السام. هذا الغاز يؤدي إلى الموت نتيجة لتوقف الجهاز التنفسي.

وقع الهجوم أثناء نوم الأهالي، وظهرت عليهم أعراض تسمم حادة نتيجة استنشاق الغاز، مثل الاختناق والتشنجات العضلية الحادة والشلل المؤقت وفقدان الوعي. وأكد شهود عيان أن العديد من الأهالي لقوا حتفهم في غضون دقائق، بينما عانى آخرون من حالات اختناق أدت إلى الوفاة، وامتلأت الشوارع والمستشفيات بالجثث.

بدأ الهجوم بقصف صاروخي بـ 8 إلى 12 صاروخًا على بلدتي زملكا وعين ترما. كانت الصواريخ من نوع محلي الصنع، وتقدر سعة الواحد منها بـ 50-60 لترًا من غاز السارين. كانت المحركات الصاروخية مشابهة لصواريخ غراد غير الموجهة عيار 122 مم، بينما كانت الرؤوس الحربية الكيميائية وزعانف التثبيت يدوية الصنع.

أظهرت تحاليل مخبرية لعينات بيئية في زملكا وعين ترما وجود آثار لغاز السارين في 14 عينة من أصل 17 عينة، ووصف أحد المختبرات مستوى السارين في 4 عينات بأنه "بتركيز عالٍ".

في يوم المجزرة، صرح رئيس "المجلس الوطني السوري" جورج صبرا بأن 1300 شخصًا قتلوا جراء قصف جوبر وزملكا وعربين وعين ترما بقذائف محملة بالغاز السام.

وفي اليوم نفسه، قصف نظام الأسد قرابة الساعة الخامسة صباحًا بلدة معضمية الشام في غوطة دمشق الغربية. وأفاد شهود عيان أنهم أحصوا سبعة صواريخ سقطت في محيط مسجد الروضة وفي المنطقة الواقعة بين شارع القهوة وشارع الزيتونة، والتي تبعد حوالى 500 متر شرق مسجد الروضة.

عُثر على محرك صاروخي لصواريخ بي إم-14 غير الموجهة أرض-أرض عيار 140 مم. يمكن تجهيز هذا النوع من الصواريخ بثلاثة أنواع من الرؤوس الحربية: رأس متفجر متشظّ أو رأس دخاني يحتوي على الفوسفور الأبيض، أو رأس كيميائية تحتوي على السارين.

بعد مجزرة الكيمياوي في الغوطة، أرسلت الأمم المتحدة بعثة لتقصي الحقائق بقيادة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية. توصلت البعثة إلى أن الصواريخ المستخدمة في الهجوم كانت من أنواع معروفة بأنها جزء من ترسانة جيش نظام الأسد، وأن الأسلحة الكيميائية المستخدمة، مثل غاز السارين، كانت موجودة ضمن ترسانة الأسلحة السورية، وفقًا لتقارير دولية قبل اتفاقية التخلص من الأسلحة الكيمياوية في عام 2013. وأكدت النتائج أن الصواريخ التي أُطلقت على المناطق المستهدفة جاءت من مناطق تحت سيطرة النظام.

منذ وقوع مجزرة كيمياوي الغوطة، يحيي السوريون في سوريا وفي بلدان الاغتراب واللجوء سنويًا ذكرى مأساة الغوطة، على أمل أن تتم محاكمة رئيس النظام وحلفائه على تلك الجرائم.

مشاركة المقال: