أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع مرسوماً اليوم بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي سفيراً مفوضاً فوق العادة ومندوباً دائماً للجمهورية العربية السورية لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك. ويسري هذا المرسوم خلال شهر من تاريخ صدوره.
ينضم السفير الجديد إبراهيم علبي إلى فريق وزارة الخارجية السورية في الحكومة الجديدة بعد سقوط نظام الأسد. وقد ظهر علبي خلال لقاء الرئيس أحمد الشرع بالمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو غونزاليز في فبراير (شباط) الماضي، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني.
يُعد علبي، المولود في العاصمة السعودية الرياض، ويحمل الجنسيتين البريطانية والألمانية بالإضافة إلى الجنسية السورية، من أبرز المحامين الشباب في مجال حقوق الإنسان. وهو في العقد الثالث من العمر، ويتمتع بخبرة قانونية متقدمة مع تركيز خاص على القانون الدولي. يتقن العربية والإنجليزية بطلاقة ويجيد الألمانية.
بدأ تعليمه في مدارس الملك فيصل بالرياض، ثم نال درجتي البكالوريوس والماجستير في القانون من جامعة مانشستر البريطانية، متخصصاً في القانون الدولي والأمن. حصل على لقب «طالب العام» في المرحلتين. كما واصل دراسته الأكاديمية بحصوله على ماجستير في السياسات العامة من كلية الحكومة بجامعة أكسفورد.
شغل علبي مناصب استشارية بارزة، منها عمله في مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ونقابة المحامين الدولية، بالإضافة إلى عضويته في مجلس إدارة المجلس السوري البريطاني.
لم تقتصر خبرته على المجالين الأكاديمي والاستشاري، إذ عمل ميدانياً في سوريا، وخاصة في مدينة حلب، حيث قدم تدريبات قانونية متقدمة لأكثر من 550 ناشطاً من منظمات محلية حول قضايا حساسة مثل النزوح القسري، والتعذيب، وآليات الأمم المتحدة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. كما كان شاهداً على أحداث مفصلية كالهجوم الكيميائي عام 2017.
شارك السفير علبي في مؤتمرات دولية مرموقة في جنيف وبروكسل وواشنطن ولندن، وقدم شهاداته في منتديات كبرى، مثل تشاتام هاوس ومنظمة العفو الدولية. كما حظي بدعوات شخصية من رؤساء دول مثل ألمانيا والمملكة المتحدة، ومن الأمين العام للأمم المتحدة، وظهر في وسائل إعلام عالمية منها «CNN» و«BBC».
حصل علبي على عدة جوائز مرموقة تقديراً لتفوقه العلمي والأكاديمي، منها «جائزة التفوق العلمي من وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل، وجائزة الطالب المتميز على مستوى البكالوريوس، جامعة مانشستر، وجائزة الطالب المتميز على مستوى الماجستير، جامعة مانشستر».
ويرى مراقبون أن تعيين دمشق لشخصية قانونية شابة ذات حضور دولي وخبرة حقوقية على رأس بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة، خطوة تعكس توجهاً جديداً لتعزيز الحضور الدبلوماسي السوري في المحافل الدولية.