الجمعة, 22 أغسطس 2025 10:23 PM

ملاذات دمشق الخضراء: الحدائق العامة تستقبل السكان هرباً من موجة الحر

ملاذات دمشق الخضراء: الحدائق العامة تستقبل السكان هرباً من موجة الحر

دمشق-سانا: أصبحت الحدائق العامة في دمشق وجهة رئيسية للسكان خلال فصل الصيف الحالي، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة. توفر هذه المساحات الخضراء متنفساً طبيعياً يتيح الراحة والاستجمام، خاصة في أوقات الذروة.

جهود ميدانية لتحسين الخدمات وتوسيع المساحات

أوضح المهندس صبري عباس، المشرف على مديرية الحدائق في محافظة دمشق، أن المديرية تنفذ أعمالاً يومية لصيانة الحدائق وتوفير بيئة آمنة ومجانية للزوار. وتشمل هذه الأعمال تحسين الإنارة والمقاعد والمرافق الصحية، لا سيما في حدائق كبرى مثل تشرين، المدفع، السبكي، والمنشية.

وأضاف عباس أن جولات التقييم الميداني أظهرت تفاوتاً في أعداد الزوار بين 500 و2500 زائر يومياً، تبعاً لموقع الحديقة وجودة الخدمات فيها. وأشار إلى أن ما يزيد على 90 بالمئة من سكان مدينة دمشق يزورون الحدائق العامة خلال فصل الصيف، حيث لم تعد مجرد أماكن ترفيهية، بل تحولت إلى فضاءات مجتمعية مفتوحة تعزز الروابط الاجتماعية.

استجابة لاكتظاظ الصيف.. توسيع وتحديث

ضمن خطة الاستجابة لازدياد عدد الزوار، تعمل المديرية، وفقاً لعباس، على توسيع بعض الحدائق وإنشاء مرافق إضافية، إلى جانب تنفيذ حملات توعية للحفاظ على النظافة العامة. كما أشار إلى تحديث أنظمة الري باستخدام تقنيات موفرة للمياه، وتحسين شبكة الإنارة، بالإضافة إلى صيانة دورات المياه بشكل دوري.

العناية بالغطاء النباتي

فيما يخص الغطاء النباتي، أوضح عباس أن المديرية تعتمد نباتات محلية تتحمل الجفاف، وتزرع أشجار ظل لتقليل التأثيرات المناخية، وتنفذ تقليماً دورياً ورقابة مستمرة على الآفات، إضافة إلى تنظيم حملات تشجير بالشراكة مع المحلي. وأكد أن المديرية تعمل على تنفيذ مشاريع جديدة لزيادة الرقعة الخضراء، منها تشجير الشوارع الرئيسة بأشجار ظل، وإعادة تأهيل الحدائق المهجورة مثل حديقة “الطلائع” وغيرها.

آراء الزوار ومقترحاتهم

عبّر عدد من زوار الحدائق عن أهمية هذه المساحات في تحسين جودة الحياة، داعين إلى تحسينات جمالية مثل النوافير والمجسمات الفنية، وتنظيم فعاليات ثقافية وتطوعية. وبينت سارة الخطيب أن ارتفاع درجة الحرارة وساعات تقنين الكهرباء جعل الحديقة التي تجاور منزلها مكاناً مناسباً للتخفيف من هذه الصعوبات، ورغم رضاها عن واقع النظافة، ترى أن بعض المقاعد بحاجة إلى تجديد، وتقترح إنشاء مكتبة صغيرة لتشجيع القراءة في الهواء الطلق.

بينما أكد عصام ديوب، الذي يرافق أولاده إلى الحديقة لقضاء وقت ممتع في اللعب والمشي، أن الحديقة تمثل مساحة للراحة النفسية والتخفيف من ضغط العمل، مشيراً إلى أهمية المساحات الخضراء والظل الطبيعي، داعياً إلى زيادة عدد سلال القمامة في جميع المرافق العامة.

واعتبرت الشابة هبة قويدر الحديقة مكاناً مثالياً للراحة في أجواء الطبيعة، مشيرة في الوقت ذاته إلى ضرورة إقامة أنشطة ثقافية واجتماعية ضمن الحدائق، كونها من المرافق العامة الأكثر ارتياداً في فصل الصيف لكونها تناسب الأسر ذات الدخل المحدود.

وتأتي أهمية الحدائق العامة في دمشق في ظل واقع مناخي يشهد تغيرات ملحوظة، حيث سجلت درجات الحرارة هذا الصيف معدلات غير مسبوقة، ما عزز من دور المساحات الخضراء كضرورة بيئية وصحية داخل المدن، ويعد الاهتمام بالحدائق جزءاً من استراتيجية محافظة دمشق للحفاظ على التوازن البيئي وتحسين جودة الحياة الحضرية، ولا سيما في ظل التوسع العمراني والضغط السكاني المتزايد.

مشاركة المقال: