أعلنت فصائل محلية عديدة في السويداء عن اندماجها في تشكيل جديد تحت اسم "الحرس الوطني"، وذلك خلال الأيام القليلة الماضية. يأتي هذا التشكيل العسكري بمباركة الرئاسة الروحية للطائفة والفعاليات الدينية والاجتماعية، وفقًا لما ذكرته شبكة "السويداء 24"، وهي الشبكة الإخبارية الأبرز في تغطية أخبار المحافظة.
وقد بدأت بيانات الاندماج في الانتشار خلال الأيام الماضية، حيث أكدت الفصائل المندمجة أن هذه الخطوة تهدف إلى تشكيل "قوة منظمة وصلبة تتولى حماية وسلامة البلاد والعباد".
وفي سياق متصل، أفادت مصادر الشبكة بانعقاد اجتماع في دارة الرئاسة الروحية في قنوات يوم السبت 23 آب، ضم قادة من مختلف الفصائل المحلية والتشكيلات الأهلية والعائلية، وذلك بهدف الاندماج ضمن الحرس الوطني.
وأوضح مصدر في قيادة التشكيل الجديد أن السويداء وجدت نفسها أمام فراغ أمني كبير بعد سقوط نظام الأسد، مع انتشار الفصائل المسلحة المتعددة والسلاح العشوائي. ولتجنب الفوضى، برزت الحاجة إلى تشكيل الحرس الوطني كإطار منظم يوحد القوى المحلية ويضبط السلاح.
وأضاف المصدر أن من أبرز أسباب تشكيل الحرس الوطني هو ملء الفراغ الأمني لضمان عدم انزلاق المنطقة إلى الفوضى بعد غياب الأجهزة الرسمية، وتوحيد الصفوف من خلال جمع الفصائل المحلية تحت قيادة واحدة، وضبط السلاح لمنع أي فوضى ناتجة عن انتشاره.
وتهدف هذه الخطوة بشكل رئيسي إلى حماية المجتمع والدفاع عن الأهالي والقرى في وجه أي اعتداءات، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب والتصدي لأي تنظيمات متطرفة تحاول التمدد نحو السويداء، خصوصًا فلول "داعش" والتنظيمات المشابهة. كما يهدف الحرس الوطني إلى التنسيق الإقليمي والدولي والتعاون مع التحالف الدولي في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية والعمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية.
ومن بين مهام الحرس الوطني أيضًا حماية الحدود والمساهمة في ضبطها مع البادية لمنع تسلل المسلحين أو تهريب السلاح والمخدرات. وتعتبر هذه الخطوة نحو التنظيم المجتمعي بمثابة تشكيل إطار قانوني/مؤسسي للفصائل يضمن بقاءها تحت سقف الدولة المستقبلية والقانون.
وسيظهر "الحرس الوطني" كمؤسسة عسكرية محلية وقوة منظمة يشترك بها كل أبناء الجبل لحماية السويداء، وللمشاركة في الحرب على الإرهاب جنبًا إلى جنب مع الشركاء الإقليميين والدوليين.