الأحد, 24 أغسطس 2025 06:29 PM

واشنطن تدرس شراكة دفاعية مع سوريا وسط جدل حول اتفاق أمني محتمل مع إسرائيل

واشنطن تدرس شراكة دفاعية مع سوريا وسط جدل حول اتفاق أمني محتمل مع إسرائيل

تشهد العلاقات بين واشنطن ودمشق تحركات ملحوظة، حيث تزايد الاهتمام بإمكانية إقامة شراكة دفاعية بينهما، وذلك بالتزامن مع تضارب الأنباء حول وجود اتفاق أمني سوري إسرائيلي وشيك.

إشادة أمريكية بالخطوات السورية

أعرب أعضاء في الكونغرس الأميركي عن تقديرهم لما وصفوه بصمود السوريين، مؤكدين على أهمية المرحلة الحالية في إعادة بناء العلاقات بما يخدم الاستقرار الإقليمي. كما أشادوا بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية في مكافحة تهريب السلاح وتفكيك ما أسموه "دولة المخدرات"، معتبرين ذلك مؤشراً على جدية دمشق في تبني مسار جديد يتماشى مع المصالح الإقليمية والدولية.

وتضمنت الإحاطة أيضاً دعماً لدمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن منظومة الأمن الفدرالي السوري بحلول أبريل/نيسان 2025، بهدف إعادة تنظيم الخارطة الأمنية في البلاد تحت سلطة الدولة المركزية. وكُلفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتقديم تقرير مفصل للكونغرس بحلول فبراير/شباط 2026 حول التقدم المحرز في هذه الشراكة الدفاعية والتحديات المحتملة.

نفي سوري لاتفاق أمني مع إسرائيل

في المقابل، انتشرت تقارير إعلامية حول قرب توقيع اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل برعاية أميركية في 25 سبتمبر/أيلول المقبل، استناداً إلى "مصادر سورية رفيعة المستوى" نقلتها صحيفة إندبندنت عربية. إلا أن وزارة الخارجية السورية نفت هذه الأنباء بشكل قاطع، مؤكدةً عدم وجود أي اتفاق من هذا النوع. وأكد قتيبة إدلبي، مدير إدارة الشؤون الأميركية في الوزارة، أنه لا يوجد أي لقاء مرتقب بين الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش اجتماعات نيويورك المقبلة.

يذكر أن وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، التقى في باريس وفداً إسرائيلياً لمناقشة ملفات تتعلق بخفض التصعيد في الجنوب السوري، وتعزيز الاستقرار، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل اتفاق عام 1974، وذلك بوساطة أميركية.

تحليل للشراكة الدفاعية المحتملة

يرى الباحث في مركز جسور، محمد سليمان، أن مجرد طرح فكرة الشراكة الدفاعية يعكس إدراكاً أميركياً بأن سوريا بدأت تتعافى وتستعيد دورها الجيوسياسي. وأشار إلى أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة تجعل سوريا طرفاً فاعلاً في معادلات الأمن الإقليمي. وحذر سليمان من المبالغة في التوقعات بشأن اتفاقات أمنية مع إسرائيل، معتبراً أن ذلك سابق لأوانه.

من جهته، اعتبر المحلل السياسي حمزة المحيمد أن طلب الكونغرس الأميركي من وزير الدفاع تقديم إحاطة حول الشراكة الدفاعية يمثل مؤشراً على تحولات كبيرة قد تكون في مصلحة سوريا. وأوضح أن الجيش السوري قد يستفيد من برامج تدريب متقدمة وتمويل لوجستي واسع بإشراف الجيش الأميركي، مما يعزز قدراته ويغير التوازنات العسكرية في المنطقة. وأضاف أن هذا الاتفاق قد يعيد صياغة التحالفات العسكرية على مستوى الإقليم.

مستقبل الدور الأميركي في سوريا

تثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل الدور الأميركي في سوريا، وما إذا كانت واشنطن بصدد تغيير سياستها من العقوبات والضغط إلى الانخراط في شراكة أمنية وعسكرية مباشرة. ويبقى ملف العلاقة مع إسرائيل موضع جدل، بين النفي الرسمي والتحركات الدبلوماسية غير المعلنة. وعلى الرغم من التحديات، فإن إشارات الكونغرس تفتح نافذة جديدة أمام سوريا للعودة إلى المشهد الدولي من خلال الشراكة الدفاعية، في حين أن احتمالات الاتفاق الأمني مع إسرائيل تعتمد على جدية الأطراف وقدرتها على تحقيق الاستقرار الإقليمي.

مشاركة المقال: