إدلب – سماح علوش: مع اشتداد حرارة الصيف واقتراب نهاية العطلة المدرسية، يتزايد الإقبال على المسابح والمنتجعات السياحية في محافظة إدلب شمالي سوريا. هذا الإقبال يرفع أسعار الدخول والإيجارات، مما يجعلها ترفًا بعيد المنال للكثير من ذوي الدخل المحدود.
تنتشر المسابح الخاصة في إدلب وضواحيها، وقد ازدهرت في "المناطق المحررة" شمالي سوريا قبل سيطرة النظام السابق، حيث كانت ملجأ للنازحين والمهجرين، مما جعلها استثمارًا مربحًا خلال الصيف والعطلات. ووفقًا لمحمد غريب، أحد المستثمرين، يبدأ الموسم في منتصف أيار ويبلغ ذروته في تموز وآب.
أسعار مرتفعة
اعتدال عبدو، قررت استئجار مسبح في أطراف إدلب لإسعاد أطفالها خلال العطلة الصيفية، لكنها صدمت بارتفاع الأسعار. فإيجار المسبح الذي كان 30 دولارًا العام الماضي، ارتفع إلى 60 دولارًا هذا العام. زوج اعتدال يعمل في صيانة الأجهزة الكهربائية ودخله غير ثابت، لذا اضطرت لتأجيل الفكرة، آملةً أن تجد من يشاركها التكلفة.
يجد بعض الأهالي في المسابح العامة حلًا لتلبية رغبات أبنائهم. وحسب رصد عنب بلدي، تتراوح رسوم الدخول في المسابح العامة القليلة في إدلب بين 50 و75 ليرة تركية (ما يعادل 1.25 إلى 1.9 دولار أمريكي). وتعتبر الليرة التركية والدولار الأمريكي العملات الأكثر تداولًا في شمال غربي سوريا، حيث يعادل الدولار الواحد حوالي 10,000 ليرة سورية.
تختلف رسوم دخول المسابح تبعًا لعدة عوامل، منها قربها من مركز المدينة، والتجهيزات والخدمات المتوفرة، مثل المسابح المسقوفة وأنظمة فلترة المياه. كما ترتفع الرسوم بنسبة 30% في أيام العطل بسبب زيادة الإقبال، وفقًا لأصحاب مسابح خاصة تحدثت إليهم عنب بلدي. تتراوح إيجارات المسابح المجهزة بالكامل بين 80 و150 دولارًا في اليوم، بزيادة تصل إلى 50% عن الأعوام الماضية. هذه الأسعار تجعلها حلمًا للكثيرين بسبب غلاء المعيشة في إدلب وارتفاع إيجارات المنازل وتدني الأجور.
للحر والمناسبات
يلجأ الأهالي إلى المسابح هربًا من الحر الشديد، و للاحتفال بالمناسبات مثل نتائج امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية. مروة رزوق استأجرت مسبحًا ليليًا بأقل من 30 دولارًا للاحتفال بنجاح ابنتها، مشيرةً إلى أن تكلفة صالات الأفراح تتجاوز 150 دولارًا.
بانتظار التخفيضات
تنتظر أماني بركات عروض التخفيضات التي تقدمها بعض المسابح لتشارك صديقاتها في استئجار مسبح خاص. هذه المسابح غالبًا ما تكون أصغر وأبعد عن المدينة وتفتقر لأنظمة فلترة المياه، لكنها تفي بالغرض وتتيح للأطفال الاستمتاع بالسباحة واللعب. استأجرت أماني مسبحًا بـ 30 دولارًا وتقاسمت الأجرة مع صديقاتها، فدفعت حوالي عشرة دولارات بعد حساب جميع النفقات.
خصوصية لا تتوفر في الشواطئ
يفضل البعض الذهاب إلى البحر لتوفير تكاليف المسابح. أحمد الخطيب، وهو أب لخمسة أطفال، يقدر تكلفة الذهاب إلى البحر بسيارته الخاصة بـ 20 دولارًا لمصاريف الوقود، بالإضافة إلى الطعام الذي يحضره معه لتجنب الأسعار السياحية. بينما يرى حسن العمر أن المسابح الخاصة توفر الخصوصية التي لا تتوفر في الشواطئ، ويفضل استئجار مسبح بعيدًا عن المدينة لضمان راحة عائلته وخصوصيتهم، بالإضافة إلى توفر الخدمات كالحمامات والكهرباء والإنترنت. تمكن حسن من حجز مسبح صغير يبعد خمسة كيلومترات عن المدينة بعد عشرة أيام، بتكلفة 40 دولارًا لمدة 12 ساعة.
المستثمرون يشتكون ارتفاع التكاليف
يشتكي معظم مستثمري المسابح من ارتفاع تكاليف الاستثمار، على الرغم من الإقبال الجيد هذا العام، خاصة خلال موجة الحر الأخيرة، إلا أنه أقل من الأعوام السابقة، وفقًا لرصد عنب بلدي. يعزو البعض ذلك إلى قضاء بعض الأهالي عطلة الصيف في مدنهم الأصلية أو عودتهم إليها بشكل نهائي. عامر، أحد المستثمرين، يوضح أن ارتفاع الأسعار يعود لارتفاع تكاليف الاستثمار، خاصة للمسابح التي تضطر لشراء صهاريج المياه بـ 15 دولارًا، بالإضافة إلى تكاليف الكهرباء والكلور ومواد الترسيب والإنترنت.