الأحد, 24 أغسطس 2025 10:20 PM

معلمو طرطوس المتعاقدون يشتكون من عدم تجديد العقود: قلق بشأن الاستقرار الوظيفي

معلمو طرطوس المتعاقدون يشتكون من عدم تجديد العقود: قلق بشأن الاستقرار الوظيفي

أعرب معلمون ومعلمات متعاقدون مع وزارة التربية والتعليم، والمنقولون إلى مديرية التربية والتعليم في محافظة طرطوس، عن قلقهم إزاء "عدم الاستقرار" الوظيفي بسبب عدم تجديد عقودهم حتى الآن.

محمد، مدرس جغرافيا في مدارس طرطوس، صرح لعنب بلدي بأن حالة عدم الاستقرار تؤثر بشكل كبير على المعلمين المتعاقدين من الفئة الأولى الذين تم تعيينهم بموجب المسابقة الأخيرة. وأشار إلى أن القرارات المتغيرة والمستجدات المتعلقة بمستقبلهم الوظيفي تؤثر سلبًا على دورهم التعليمي والتربوي.

ميرنا، معلمة لغة إنجليزية، أوضحت لعنب بلدي أن عقودهم تنتهي في 31 آب الحالي، ولم يصدر قرار وزاري بالتجديد حتى الآن. وأضافت أنها تشعر بالحيرة بين التركيز على مهامها التربوية، مثل مراقبة وتصحيح امتحانات الشهادات، والقلق بشأن مستقبلها الوظيفي.

وتساءلت ميرنا عن سبب ربط التجديد بـ"الاحتياج الفعلي"، خاصة وأنهم نُقلوا إلى طرطوس قبل أشهر قليلة بناءً على هذا المعيار، وبناءً على طلب خطي وموافقة مديرية طرطوس التي أكدت وجود حاجة فعلية. وأكدت أن جميع المتعاقدين المنقولين تم تعيينهم بناءً على احتياج مثبت بمراسلات رسمية بين المديريات والوزارة، معتبرة أن إعادة التقييم المتكرر يعطي انطباعًا بأنهم ليسوا جامعيين أو معينين بموجب مسابقات نظامية.

علي، مدرس لغة عربية، قال لعنب بلدي إن ما يحدث "غير منطقي" بعد نقل دفعات من المعلمين إلى طرطوس بناءً على احتياج فعلي، ثم إعادة فتح ملفاتهم لتجديد العقود بناءً على المعيار نفسه، واصفًا ذلك بأنه عبء إضافي على المعلمين. وأشار إلى أن مديرية تربية طرطوس اتخذت إجراءً "غريبًا" بطلب مكلفين من خارج الملاك لبعض الاختصاصات، في حين يوجد متعاقدون على شواغرهم، متسائلًا عن مبررات هذا الإجراء الذي قد يفتح باب الاستبدال بين المتعاقدين والمكلفين.

رد مديرية التربية والتعليم

مدير التربية والتعليم في محافظة طرطوس، مهند عبد الرحمن، أوضح لعنب بلدي أن طلب مدرسين من خارج الملاك هو "عرف جارٍ" في كل عام دراسي كإجراء احترازي لتغطية حالات طارئة مثل إجازات الأمومة أو المرض، أو تلبية طلبات بعض المدارس الخاصة والمعاهد الشرعية. وأضاف أن المديرية قد تحتاج قسمًا من ساعات خارج الملاك عند العجز، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء ليس ملزمًا بقبول جميع المتقدمين، إذ يقتصر على تلبية الحاجة الطارئة فقط.

ولفت عبد الرحمن إلى أن العقود لن تُجدّد لجميع الاختصاصات، إذ لم يُطلب من فائض اختصاصي اللغة الإنجليزية والفرنسية، بينما لا يوجد فائض بالمواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والعلوم. كما كشف عن تكليف قسم من معلمي الفلسفة بشواغر الإرشاد النفسي والاجتماعي لسد النقص الحاصل في المرشدين.

تعميم جديد

أعلنت وزارة التربية والتعليم فتح باب التقدم بطلبات النقل بين المديريات اعتبارًا من 24 وحتى 26 آب الحالي، لدراستها أصولًا، موضحة أن القرار جاء استجابة لمراجعات العاملين وبهدف تحقيق التوازن الوظيفي وتوطين المعلمين في بيئتهم الاجتماعية. مدير التنمية الإدارية في الوزارة، عبد الكريم قادري، قال إن التعميم جاء "تقديرًا للظروف الإنسانية والاجتماعية للكوادر"، مؤكدًا أن المعلم المستقر في بيئته هو الأقدر على العطاء. وكانت الوزارة قد نقلت خلال العطلة الانتصافية للعام الدراسي 2024- 2025 آلاف المعلمين، مثبتين ومتعاقدين، بين المديريات المختلفة بناء على الاحتياج، لكنها ألغت ما كان يُعرف سابقًا بـ"تحديد مركز العمل". ومع ذلك، يواجه عدد كبير من المتعاقدين المنقولين إلى طرطوس واللاذقية خطر عدم تجديد عقودهم.

مشاركة المقال: