تسببت الرياح القوية والأمطار الغزيرة في ضرب جزيرة هاينان جنوبي الصين والمناطق القريبة من مقاطعة قوانجدونغ يوم الأحد، بالتزامن مع مرور الإعصار كاجيكي فوق المياه المفتوحة جنوبًا، متجهاً نحو الساحل الأوسط لفيتنام.
أفادت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية الرسمية بأنه تم إجلاء حوالي 20 ألف شخص من المناطق المعرضة للخطر قبل وصول العاصفة.
وأوضح المركز الوطني للأرصاد الجوية الصيني أن الإعصار كاجيكي ازداد قوة أثناء تحركه غربًا فوق البحر، حيث بلغت سرعة الرياح القصوى المستمرة 162 كيلومترًا في الساعة.
وتوقعت الأرصاد هطول أمطار بكميات تتراوح بين 25 و 35 سنتيمترًا على الأجزاء الجنوبية من جزيرة هاينان، بما في ذلك مدينة سانيا، المنتجع الشاطئي الشهير. وأغلقت سانيا الشركات والمناطق السياحية الخلابة، كما أوقفت وسائل النقل العام والشحن، وفقًا لما ذكرته وكالة "شينخوا".
وأصدرت مدينة سانيا صباح الأحد تحذيراً باللون الأحمر لمواجهة الإعصار، وهو أعلى مستوى في نظام التحذيرات الصيني المرمز بالألوان، ورفعت مستوى استجابتها للطوارئ إلى أقصى درجة، حسبما أظهرته منشورات على حساب الحكومة المحلية على تطبيق "وي تشات".
وعقد مسؤولو المدينة اجتماعاً قبل ساعات طالبوا فيه بالاستعداد "لأسوأ السيناريوهات"، وشددوا على ضرورة توخي الحذر الشديد لضمان عدم وقوع وفيات وتقليل الإصابات إلى أدنى حد ممكن.
وتم الإعلان عن تعليق الدراسة وكافة أعمال البناء وإغلاق مراكز التسوق والمطاعم والمتاجر اعتباراً من الأحد. كما صدرت أوامر للسفن بوقف عملياتها في مياه سانيا.
وأكدت السلطات أن رفع هذه القيود سيتوقف على حجم التأثير الذي ستحدثه العاصفة.
تُعد مدينة سانيا من أبرز الوجهات السياحية في الصين، حيث استقبلت 34 مليون زيارة سياحية في عام 2024، وفقاً لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
ويعصف الإعصار كاجيكي بالساحل الجنوبي للصين مع رياح قد تصل سرعتها إلى 170 كيلومترا في الساعة تقريبا، بحسب المركز المشترك للإنذار من الأعاصير الذي توقع اشتداد قوّة كاجيكي.
ويتوقع أن تهطل أمطار غزيرة الإثنين والثلاثاء في بعض أجزاء محافظتي ها تنه ونغي أن، وفق إدارة الأرصاد الجوية في الصين، مع رياح عاتية قد تلحق أضرارا بالمنشآت الكهربائية والمواصلات وقطاعات أخرى.
وكاجيكي هو خامس إعصار مداري يضرب فيتنام هذه السنة. وقد فقد أو توفي أكثر من مئة شخص في الكوارث الطبيعية التي ضربت البلد خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025، بحسب وزارة الزراعة.
وقدرت الخسائر الاقتصادية بأكثر من 19 مليون يورو.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، تكبدت فيتنام خسائر اقتصادية بقيمة 3 مليارات يورو نتيجة الإعصار ياغي الذي عصف بشمال البلد وأسفر عن سقوط مئات الضحايا.
ويحذر العلماء من أن التغير المناخي الناجم عن الأنشطة الصناعية يتسبب بظواهر مناخية أكثر شدة وتقلبا ويزيد من خطر الفيضانات والعواصف المدمرة، لا سيّما في المناطق المدارية.