الإثنين, 25 أغسطس 2025 06:30 PM

السويداء: "الحرس الوطني" يعزز صفوفه بـ"رجال الكرامة" وسط دعوات للانفصال

السويداء: "الحرس الوطني" يعزز صفوفه بـ"رجال الكرامة" وسط دعوات للانفصال

أعلن "الحرس الوطني"، التشكيل العسكري الذي أسسه حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، عن انضمام عدة فصائل محلية في محافظة السويداء جنوبي سوريا إلى صفوفه، وعلى رأسها "حركة رجال الكرامة".

وتشمل قائمة الفصائل المنضمة إلى "الحرس الوطني" كلاً من "حركة رجال الكرامة"، و"المقاومة الشعبية التوحيدية"، و"قوات درع الجنوب"، و"قوات درع الجبل"، و"قوات أسود الجبل"، و"درع التوحيد"، و"درع سهوة الخضر"، و"ميماس وتل اللوز"، و"رجال اللجاة"، و"رجال الكفر". وكان "اللواء 164" قد انضم إلى "الحرس الوطني" يوم الأحد.

تأسس "الحرس الوطني" في 23 آب الجاري بمباركة من الشيخ الهجري، ويضم حوالي 40 تشكيلاً عسكرياً ناشطاً في السويداء. وقد ظهر مزيد خداج، القائد الجديد لـ"حركة رجال الكرامة"، في تسجيل مصور نقلته شبكات محلية في السويداء، مثل شبكة "الراصد"، معرباً عن مباركته للتشكيل العسكري الجديد و"اللجنة القانونية العليا" اللذين أسسهما الهجري، وأعلن ولاءه للأخير.

ما هي "حركة رجال الكرامة"؟

تعتبر "حركة رجال الكرامة" من أبرز الفصائل العسكرية العاملة في السويداء. وقد أعلنت الحركة عن تعيين مزيد خداج (أبو ذياب) قائداً عاماً لها خلفاً ليحيى الحجار.

تأسست "حركة رجال الكرامة" على يد الشيخ وحيد البلعوس في عام 2013، الذي صرح بمعارضته لنظام الأسد، إلى أن اغتيل في أيلول 2015 بتفجير استهدف سيارته، دون معرفة الجهة التي اغتالته، إلا أن النظام و"حزب الله" اتُهما بالوقوف وراء استهدافه. وعينت الحركة رأفت البلعوس، الذي أكد استمرار الحركة على نفس النهج وحفاظها على وحدة سوريا وانتمائها إليها، وتحريم التعدي على السويداء أو التعدي منها على الآخرين. وفي شباط 2017، عينت الحركة الشيخ يحيى حجار قائداً لها، بسبب حالة رأفت البلعوس الصحية، الذي كان قد أصيب في تفجير اغتيال شقيقه.

يضم الفصيل الآلاف من أبناء المحافظة، ومعظمهم يرتدي زياً تقليدياً متعارف عليه في المحافظة. وكانت "رجال الكرامة" من أبرز الفصائل التي دعمت الحكومة السورية بعد سقوط النظام السابق، وأكد قائد الفصيل، الحجار، في تسجيل صوتي حصلت عنب بلدي على نسخة منه في 4 شباط، ضرورة إنهاء المظاهر المسلحة، لفرض الأمن في سوريا وفي محافظة السويداء تحديداً. وأعلن حجار أن الحركة ستتعاون مع الشرطة المدنية وتسيير دوريات مشتركة، تمهيداً لبناء دولة قانونية يسودها العدل وبناء "سوريا الجديدة والمنشودة". ولاقى تعاون الحركة مع الحكومة الجديدة معارضة من أطراف في السويداء، وانتشرت تسجيلات صوتية تهدد باستهداف السيارات التابعة للأمن العام حينها، إلا أن "الحركة" ظلت على موقفها حتى انقلبت عليه بعد هجوم القوات الحكومية في منتصف تموز الماضي.

البلعوس ينتقد "الحرس"

انتقد ليث البلعوس، نجل مؤسس "حركة رجال الكرامة" الشيخ وحيد البلعوس وممثل "مضافة الكرامة"، تشكيل "الحرس الوطني" واعتبره تسمية مستنسخة من "الحرس الثوري" الإيراني. وأعرب البعلوس عن سعادته بموقف حركة "رجال الكرامة" الذين لم ينضموا للتشكيل العسكري الجديد حينها. لكن حركة "رجال الكرامة" أصدرت بياناً لاحقاً رحبت فيه بالإعلان الذي صدر باندماج الفصائل المحلية ضمن "جسم عسكري منظّم"، واعتبرت أن هذا "ما تتطلبه المرحلة الراهنة في وقت تدافع الطائفة المعروفية عن وجودها ضد الغزاة الطامعين". كما تعهدت بالمبادرة لـ"وحدة الصف في هذه المرحلة الحساسة".

الهجري يطلب دعماً للإقليم

تعقيباً على انضمام الحركة، أعرب الشيخ الهجري عن مباركته بتشكيل "الحرس الوطني" و"اللجنة العليا"، وذكر أنهما بمثابة الأجهزة الأمنية والعسكرية والسياسية والقانونية. وقال إن المرحلة الجديدة بدأت بعد ما وصفها بـ"المحنة الجديدة" والتي "أُريد منها إبادة الطائفة الدرزية"، وفق تعبيره. وطالب الهجري من وصفهم بـ"شرفاء العالم" و"الدول والشعوب الحرة" بالوقوف إلى جانب الطائفة الدرزية ودعمهم لإعلان إقليم منفصل. كما دعا إلى الفصائل إلى الالتزام بما أسماه "الذراع العسكري الدرزي"، والذي يشرف عليه ضباط مختصين، وبدعم دولي. ووجه الهجري الشكر إلى الدول التي قال إنها وقفت إلى جانبهم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

بعد مظاهرة "تقرير المصير"

شهدت السويداء في 16 آب الجاري مظاهرات في ساحة "الكرامة" وسط المدينة، تطالب بـ"تقرير المصير"، ورفعت أعلاماً إسرائيلية. وتعد المرة الأولى التي تخرج بها حشود بهذا العدد داخل محافظة السويداء للمطالبة بالاستقلال والانفصال عن سوريا. وتعيش المدينة وسط هدوء حذر، بعد أحداث دامية شهدتها منذ 13 تموز الماضي على خلفية اختطاف متبادل بين عشائر البدو وأفراد من الطائفة الدرزية. وأدى دخول القوات الحكومية إلى مقاومة داخلية، حتى من الفصائل التي كانت داعمة لها، بعد انتهاكات من عناصر وزارتي الداخلية والدفاع. وخرجت القوات الحكومية في 16 تموز، بعد ضربات إسرائيلية لنصرة الفصائل المحلية، وأعقب خروجها أعمال انتقامية بحق البدو الذين بقوا في المدينة.

مشاركة المقال: