الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 09:12 PM

من الزعتري إلى درعا: لاجئون سوريون يعيدون كرفاناتهم إلى منازلهم المدمرة كمأوى مؤقت

من الزعتري إلى درعا: لاجئون سوريون يعيدون كرفاناتهم إلى منازلهم المدمرة كمأوى مؤقت

بعد ثلاثة عشر عاماً قضاها محمد عبد الحليم (اسم مستعار) لاجئاً في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن، عاد إلى مدينته جاسم في ريف درعا الشمالي، مصطحباً معه الكرفان الذي كان يأويه هو وعائلته، ليكون سكناً له في موطنه. لم يكن قرار العودة سهلاً على عبد الحليم، الذي قضى نصف عمره في المخيم، وتزوج ورُزق بأطفاله الثلاثة هناك. إلا أن الشوق إلى سوريا دفعه للعودة، على أمل بناء مستقبل له ولأسرته في بلده.

يقيم عبد الحليم مؤقتاً في منزل شقيقه، ريثما يعيد نصب الكرفان الذي استلمه من مفوضية شؤون اللاجئين في الأردن، بجوار منزل العائلة المتضرر جزئياً جراء قصف عام 2015. يضطر اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري لتسليم الكرفان لإدارة المخيم قبل المغادرة، إلا أن العديد منهم وجدوا طرقاً لنقل كرفاناتهم إلى سوريا، كما فعل عبد الحليم بمساعدة بعض السماسرة.

عبد الحليم هو واحد من بين عدد من اللاجئين الذين عادوا من مخيم الزعتري إلى سوريا منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024. وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالي عدد العائدين السوريين من الأردن بلغ رقماً معيناً حتى تموز/يوليو الماضي.

أكد مسؤول في وزارة الداخلية الأردنية على ضرورة قيام اللاجئ السوري الراغب بالعودة الطوعية بإجراءات محددة لضمان حقوقه وسلامته، تشمل تسجيل طلب العودة، وتسليم الكرفانات، والتأكد من عدم وجود موانع قانونية.

منذ وصوله قبل أسابيع، يقيم سليم حامد (اسم مستعار) مع عائلته في كرفان نقله من مخيم الزعتري إلى فناء منزله المتضرر في مدينة إنخل بريف درعا الشمالي. فرّ حامد من مدينته عام 2013، وعاد إليها مع زوجة وأطفال، قائلاً: "خرجنا أطفالاً وعدنا آباء".

اشترى سليم كرفانين في الزعتري، وأسس بهما مسكناً مناسباً له، وأكمل دراسته الجامعية. وبعد حريق في مسكنه، اضطر لشراء كرفانين آخرين على حسابه الخاص. وبعد سقوط نظام الأسد، قرر العودة إلى سوريا لعدم وجود حياة في الزعتري، حيث عانى من قلة فرص العمل وصعوبة الحياة.

تتطلب العودة من الزعتري الحصول على ورقة "براءة ذمة" من المفوضية، وتصريح بتفاصيل العفش، وتصريح للشاحنة بدخول المخيم. اضطر حامد لتسليم أحد الكرفانين للمفوضية للحصول على هذه التصاريح، وقام بتفكيك الكرفان الثاني ونقله مع عفش المنزل.

نفى مسؤول في الداخلية الأردنية صحة الادعاءات بدفع رشى لتمرير الكرفانات، مؤكداً أن اللاجئ يستطيع اصطحاب ممتلكاته الخاصة، لكن لا يسمح له باصطحاب الكرفانات أو خزانات المياه أو الألواح الشمسية، لأنها ملك للمفوضية والمنظمات الدولية المانحة.

أشار لاجئ سوري مقيم في الزعتري إلى أن عدد الكرفانات التي يتم تهريبها قليل، مستبعداً وجود عملية دفع رشى، وإن كانت فهي محدودة جداً. وأضاف أن هناك ثغرة يستغلها البعض لنقل الكرفان، وهي وجود شخص حاصل على كل التصاريح اللازمة في شاحنة نقل البضائع.

شهد الزعتري نشاطاً لدوريات الأمن الأردني التي تتفقد المخيم وتصادر أي مواد يتم تحميلها في سيارات الشحن. وفي معبر جابر-نصيب، كانت الإجراءات سهلة من الجانب الأردني، لكن في الحدود السورية يوجد سماسرة لتسهيل الدخول مقابل رشاوي.

يرى حامد أن الكرفان ليس حلاً مثالياً للسكن في سوريا، لكنه أفضل من لا شيء. ويأمل عبد الحليم في الحصول على تعويضات مالية لترميم منزله.

عاد أبو قصي الحراكي إلى بلدته المليحة الغربية في ريف درعا الشرقي قادماً من مخيم الزعتري، بعد 13 عاماً قضاها هناك. قام بترميم منزله قبل العودة، وباع ما تبقى من كرفانات وألواح توتياء لتاجر سوري في الزعتري.

اشتكى ثلاثة لاجئين من بطء الإجراءات الإدارية المطلوبة لمغادرة الزعتري، وصعوبة الحصول على تصريح "براءة الذمة" ومشكلة النقل. وتمنى اللاجئون على الحكومة السورية تقديم تعويضات مالية لترميم منازلهم.

مشاركة المقال: