الخميس, 28 أغسطس 2025 05:10 PM

مأزق غزة المستمر: خلافات أمريكية إسرائيلية حول خطط اليوم التالي

مأزق غزة المستمر: خلافات أمريكية إسرائيلية حول خطط اليوم التالي

لا يزال بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يعتمد على الخطاب الحماسي لتسويق حربه على قطاع غزة، مستخدماً شعارات مثل "تغيير وجه الشرق الأوسط" و"حرب المصير" لإضفاء شرعية على الحرب المستمرة منذ عامين، والتي امتدت إلى لبنان وإيران واليمن وسوريا. ومع ذلك، يصر نتنياهو على الحاجة إلى عمليات "موسعة" لتحقيق "الحسم النهائي"، مما يكشف عن المأزق الذي تواجهه حكومته وجيشه.

أكد نتنياهو أن الحرب "اقتربت من مرحلتها الأخيرة"، والتي حددها بـ"القضاء النهائي على حماس"، وأشار إلى أن إسرائيل تخوض "معركة متواصلة منذ 3500 عام". وذكر أنه تلقى طلباً من الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، بعدم دخول رفح، لكنه لم يلتزم به. كما زعم أن الهدف هو "تحرير غزة من حماس" وليس "تفريغها من سكانها"، وأن قطاع غزة "قد يكون له مستقبل مختلف في حال تدخّلت الولايات المتحدة لإدارته".

تأتي تصريحات نتنياهو في وقت كشفت فيه "قناة كان" العبرية أن "الكابينت" سيصوت الأحد المقبل على "الخطة العملياتية" لاحتلال مدينة غزة، وسيبحث آلية الرد على موجة الاعتراف المتوقعة بدولة فلسطينية الشهر المقبل، والتي قد تشمل إعلان "السيادة" على أجزاء من الضفة الغربية.

في ظل التمهيد للهجوم على غزة، يبدو التخبط واضحاً في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أيضاً. فقد أعلن رئيس هيئة الأركان، إيال زامير، أن العمليات تتركز حالياً على "توسيع الهجوم في مدينة غزة"، وأن الجيش "ملتزم بهزيمة حماس وإعادة المخطوفين". وكشفت "القناة 12" العبرية أن 80% من مباني المدينة قد دُمرت بالكامل، بينما كشفت إذاعة جيش الاحتلال عن تقليص مدة تدريب قوات الاحتياط بنسبة 50% بسبب نقص في عدد المقاتلين.

في غضون ذلك، ترأس الرئيس دونالد ترامب اجتماعاً موسعاً في "البيت الأبيض" لمناقشة "اليوم التالي" للحرب على غزة، بمشاركة مستشاره السابق جاريد كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. وذكر موقع "أكسيوس" أن الاجتماع تناول "مقترحات لحكم غزة من دون حماس" وزيادة المساعدات الغذائية للقطاع.

نقل عن مسؤولين أميركيين أن ترامب طلب الإسراع في التدخل "لرعاية الناس"، وتراجع عن تصريحاته السابقة بشأن قرب نهاية الحرب. وأكد المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، أن "حماس منفتحة حالياً على تسوية" وأن الإسرائيليين "مستعدون لمواصلة المناقشات"، مرجحاً انتهاء الحرب "قبل نهاية العام".

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن "إسرائيل تريد طرح خطة لما بعد الحرب في غزة قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة". وذكرت "القناة 14" العبرية أن مجرد عقد الاجتماع يعد إشارة إلى رغبة واشنطن في وضع حد للحرب. وأفادت "القناة 15" العبرية بأن ترامب وجه رسالة واضحة إلى إسرائيل تطالب بإنهاء سريع للحرب، بينما أوعز نتنياهو إلى وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، بالتفاوض على "صفقة شاملة لإنهاء الحرب وفق الشروط الإسرائيلية".

أكد تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية أن نتنياهو أقنع ترامب بالتخلي عن صفقة جزئية وتبني خطة عسكرية هجومية في مدينة غزة، وقدم وعداً غير قابل للتحقيق بـ"الحسم في غضون أسابيع".

تشير التقديرات الاستخباراتية إلى وجود "تناقض واضح مع تصريحات نتنياهو"، حيث تؤكد مصادر أمنية أن "حماس لا تزال تحتفظ بقوتها، ولن تتخلى عن رؤيتها". وحذر رئيس الأركان من "صعوبة تنفيذ احتلال مدينة غزة في ظل الأزمة البشرية والتجهيزات المتوفرة".

نقلت "إذاعة الجيش" عن زعيم المعارضة، يائير لابيد، قوله إن الوسطاء أكدوا له أن "حماس قبلت شروط نتنياهو". وأكدت "القناة 13" أنه "لا يوجد سبب واضح لرفض الحكومة الصفقة الجزئية".

مشاركة المقال: