الإثنين, 1 سبتمبر 2025 09:46 AM

الملبن: حكاية عصير العنب المجفف تروي تراث ريف حمص في معرض دمشق الدولي

الملبن: حكاية عصير العنب المجفف تروي تراث ريف حمص في معرض دمشق الدولي

دمشق-سانا: يسطع منتج الملبن، أو ما يعرف بـ "مجفف عصير العنب"، في الجناح الزراعي ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي بدورته الـ 62، كرمز بارز للهوية الزراعية والذاكرة الشعبية التي تميز ريف حمص الغربي.

تعتبر صناعة الملبن من الحرف اليدوية التقليدية التي تناقلتها الأجيال في العائلات، وتشكل جزءاً لا يتجزأ من تقاليد المجتمع الريفي، خاصة في فصل الصيف. فبعد منتصف شهر آب، عندما ينضج العنب ويكتسب حلاوته المطلوبة، تبدأ العائلات بتحضير العصير في منازلها، كما أوضحت السيدة عزيزة الحموي من وادي النصارى.

في تصريح لـ سانا، بينت الحموي أن عملية الإنتاج تبدأ بشراء كمية العنب المراد تصنيعها، ثم يتم عصره وإضافة مادة "الحوارة" لتنقيته من الشوائب. بعد ذلك، يغلى العصير على النار مع إزالة الرغوة المتكونة على السطح حتى يصبح صافياً تماماً. في المرحلة التالية، يضاف "الحرير"، وهو عبارة عن خليط من الطحين والماء، لإعطاء العصير القوام الكثيف المميز.

أشارت الحموي إلى أهمية إضافة كمية قليلة من السكر، موضحة: "نحن مثلاً نستخدم 5 كيلوغرامات من السكر لكمية تقارب 100 كيلوغرام، وتبقى النسبة خاضعة لذوق العائلة". هذه الخطوة تسهل أيضاً عملية التقطيع بعد التجفيف.

من الشمس إلى المائدة

تضيف الحموي: بعد تجهيز الخليط، تبدأ مرحلة "المدّ"، حيث يُفرش الملبن على قطع قماش قطني ممزوج بالنايلون لتسهيل فصله، ثم يُعرض تحت أشعة الشمس ليجف تدريجياً. يتم ترطيب القماش بقطعة مبللة بالماء لتسهيل تحرر الملبن، وتعتبر هذه المرحلة، التي قد تستغرق ثلاثة أيام، الأكثر متعة للعائلة، حيث يشارك جميع أفرادها في العمل.

أوضحت الحموي أن جزءاً كبيراً من الطلب على المنتج يأتي قبل بداية الموسم، عندما يزور المغتربون المنطقة لزيارة عائلاتهم، ويحملون "الملبن" كهدايا أو للاستهلاك الشخصي إلى البلدان التي يقيمون فيها. وأشارت إلى أنه على الرغم من بساطة التسويق، إلا أنه يتضاعف عند إقامة المعارض، حيث يتم التعريف بالمنتج على نطاق أوسع.

اختتمت الحموي حديثها بالإشارة إلى أن الملبن يمثل تراثاً غذائياً أصيلاً، ومذاقاً مرتبطاً بذاكرة الأجيال، حيث يقدم كضيافة مع المكسرات في المناسبات الاجتماعية المميزة.

مشاركة المقال: