كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن مفاجأة مدوية، وهي أن الهدف الحقيقي للحرب الأطلسية الروسية في أوكرانيا هو السيطرة على المعادن النادرة. وأشار علي عبود إلى أنه بعد فشل إدارة جو بايدن في إلحاق هزيمة بروسيا تمكنها من الاستيلاء على هذه المعادن "بصمت"، قرر ترامب إنهاء الحرب مقابل تنازل زيلنسكي عن هذه المعادن دون مقابل سياسي أو مادي.
هذا التصريح يكشف أن أمريكا تخوض حروبًا صامتة في مناطق مختلفة حول العالم للاستيلاء على المعادن النادرة، التي تزداد أهميتها في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، وأنظمة الدفاع، والسيارات الكهربائية. والسيطرة على هذه المعادن تعني السيطرة على اقتصاد المستقبل لعقود.
الحرب الدائرة هي حرب صامتة تسعى أمريكا من خلالها للتفوق على القوى الاقتصادية الصاعدة في تكتل "بريكس". ولا يتوقع أن تتوقف هذه الحرب إلا باتفاق بين القوى الاقتصادية الكبرى على تقاسم هذا السلاح الاستراتيجي.
تحتوي المعادن النادرة على 17 عنصرًا موجودة في دول عديدة، ولكن بكميات ضخمة في أوكرانيا وروسيا والصين. لذا، فإن تصنيف الإدارات الأمريكية المتعاقبة للصين وروسيا كأكبر عدوين لها، وانخراطها في حرب صامتة معهما، يعكس سعيًا للسيطرة على الاقتصاد العالمي لعقود قادمة. والحديث عن الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية والطاقة النظيفة ليس سوى جزء من هذه الحرب.
السبب الحقيقي للتوتر بين أمريكا والصين ليس تايوان أو طريق الحرير الجديد، بل "الحرب الصامتة" حول المعادن النادرة، ومخاوف أمريكا من تصدر الصين للعالم اقتصاديًا.
الصين لا تملك أكبر احتياطيات من المعادن النادرة فحسب، بل تسيطر أيضًا على تكريرها وسلاسل إمداداتها العالمية، وهو ما ترفضه أمريكا. وقد تتحول الحرب الصامتة إلى حرب علنية لحماية تايوان ومنع الصين من السيطرة على البحر الصيني ودول جنوب شرق آسيا.
تتصدر الصين العالم باحتياطي يبلغ 44 مليون طن متري من المعادن النادرة، تليها البرازيل (21 مليون طن)، والهند (6.9 ملايين طن)، وأستراليا (5.7 ملايين طن)، وروسيا (3.8 مليون طن متري)، بينما تأتي أمريكا في المركز السابع باحتياطي لا يتجاوز 1.9 مليون طن متري. هذا الواقع يؤكد أن دول "بريكس" تسيطر على الجزء الأكبر من المعادن النادرة، وبالتالي ستتحكم في مسارات السياسة والاقتصاد في العالم.
الصين هي العدو الأكبر لأمريكا، وكل الإدارات الأمريكية تخوض حربًا صامتة لمنعها من التقدم التكنولوجي والاقتصادي، ولفك تحالفها الاستراتيجي مع روسيا. والهدف ليس فقط القضاء على تجمع بريكس، بل أيضًا مواجهة هيمنة الصين على الاقتصاد العالمي بإنتاج 270 ألف طن متري من المعادن النادرة في العام الماضي، أي ما يمثل نحو 70% من الإنتاج العالمي، ومعالجة 90% من الخامات!
بكين فرضت قيودًا جديدة على تصدير معادن رئيسية نادرة تدخل في صناعة الرقائق الإلكترونية، وكأنها تقول للغرب وأمريكا: احذروا، نحن نتحكم بإمداداتكم الاستراتيجية من المعادن النادرة المعالجة!
ترامب كشف "الحرب الجيوسياسية الصامتة" حول المعادن النادرة، لكن أمريكا عاجزة عن السيطرة على هذه المعادن، فالصين وحلفاؤها في "بريكس" يسيطرون على النسبة العظمى من ثروة المستقبل، وسيتحكمون في إمدادات العالم بمستلزمات صناعات الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي وصناعة السيارات وأنظمة الدفاع والرقائق الإلكترونية.