في بادرة مؤثرة، قام سوريون في محافظة إدلب بزراعة 500 شجرة تين تخليداً لذكرى معتقلين مجهولي المصير في سجون نظام بشار الأسد. تزامنت هذه الحملة مع اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، الذي يوافق 30 أغسطس من كل عام.
أقيمت الفعالية في قرية حيش بريف إدلب الجنوبي، حيث غرس المشاركون أكثر من 500 شتلة تين تحمل أسماء مفقودين لم يتم العثور على جثثهم. وشارك أقارب المفقودين في هذه الحملة الرمزية.
وأوضحت راما دقاق، إحدى المسؤولات عن الحملة، في تصريح لوكالة "الأناضول"، أن الهدف هو إبقاء أسماء هؤلاء المفقودين "حية في عقول السوريين وأقاربهم". وأضافت أن هذه الأشجار ستحمل قصصهم إلى الأجيال القادمة، داعيةً السوريين إلى زراعة الأشجار تخليداً لذكرى من فقدوا.
من جهتها، عبرت مروة السلوم، إحدى المشاركات، عن رغبتها في إحياء ذكرى أحبائها المفقودين من خلال غرس شجرة تين، معتبرةً الشجرة جزءاً من الأرض وترمز إلى حضور من نحبهم حتى في غيابهم. وأضافت أن هذه الفاكهة تبعث رسالة أمل إلى الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن.
يأتي ذلك في وقت أصدرت فيه الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها السنوي الرابع عشر عن الاختفاء القسري في سوريا، بمناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، بهدف تسليط الضوء على هذه الجريمة وتأثيرها على الضحايا وعائلاتهم.
وبحسب التقرير، بلغ عدد المختفين قسرياً في سوريا منذ آذار/مارس 2011 حتى آب/أغسطس 2025 ما لا يقل عن 177 ألفاً و57 شخصاً، بينهم 4 آلاف و536 طفلاً، و8 آلاف و984 سيدة.
وأشار التقرير إلى أن نظام بشار الأسد اعتمد سياسة الاختفاء القسري بشكل ممنهج لترهيب المجتمع ومعاقبته، مستهدفاً معارضين ومدنيين من مختلف المناطق والانتماءات.
يذكر أن الرئيس السوري أحمد الشرع كان قد أصدر في 17 مايو/ أيار الماضي مرسوماً بتشكيل "الهيئة الوطنية للمفقودين" بهدف الكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسراً في البلاد.