لليوم الثالث على التوالي، تواصل حملة "ساهم فيها" أعمالها في مدينة اعزاز، كمبادرة توعوية وميدانية واسعة النطاق. وقد شارك في هذه الحملة مئات المتطوعين والجهات المحلية، تحت إشراف وائل خطيب.
أوضح وائل خطيب لمنصة سوريا 24 أن فكرة الحملة نشأت نتيجة للملاحظات المتكررة حول إزالة الأشجار المزروعة حديثًا وقطف النباتات، بالإضافة إلى عودة القمامة إلى الشوارع على الرغم من جهود التنظيف المتكررة التي تقوم بها البلدية.
أكد خطيب أن الهدف الأساسي للحملة هو تعزيز الوعي المجتمعي، مشيرًا إلى أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما يرى الناس نماذج عملية ومبادرات حقيقية.
تميزت الحملة بجانبين متكاملين: الأول توعوي، تضمن فعاليات فنية مثل الرسم على الجدران بمشاركة طلاب من المدارس الخاصة خلال دوراتهم الصيفية، بالإضافة إلى فرق الكشافة ورواد المساجد. وقد خضع نحو 32 ألف طفل يتعلمون في المساجد لحملات توعوية مكثفة بالتعاون مع جمعية "أمة".
أما الجانب الميداني، فقد شمل حملات نظافة وتشجير داخل مدينة إعزاز. وفي المناطق المنكوبة، تركز العمل على إزالة الأتربة ومخلفات الحرب، بما في ذلك الألغام، بالإضافة إلى دعم البنية التحتية من خلال تحسين الطرق والخدمات.
شهدت المبادرة مشاركة فعالة من جهات عديدة، بما في ذلك خطباء المساجد، والنقابات، ومديريات الصحة، والبلديات، وحتى الأمن العام. كما شاركت فرق تطوعية من مناطق مختلفة مثل حلب، جبل الزاوية، إدلب، مارع، أخترين، وصوران، بالإضافة إلى فرق من إعزاز نفسها.
بلغ عدد المشاركين في الحملة حوالي 900 شخص، منهم حوالي 600 من الفرق التنظيمية و300 من الأهالي. وأشار خطيب إلى أن المشاركة كانت أقل في صباح يوم الجمعة بسبب التوقيت المبكر، لكنها ازدادت نشاطًا مساء يوم السبت. وأكد أن أبرز ما ميز هذه التجربة هو التفاعل الكبير من الأطفال وطلاب المدارس، لما له من تأثير في غرس القيم المجتمعية لديهم منذ الصغر.
فيما يتعلق بمشروع التشجير، أوضح خطيب أن فرق العمل زرعت 500 شجرة زيتون في تل رفعت و100 شجرة في مدينة إعزاز خلال يومين، مع وجود خطة مستقبلية لتشجير جبل برصايا بأشجار ملائمة للبيئة المحلية مثل الزيتون والسرو والصنوبر. وأشار إلى التحديات المتعلقة بالعناية والسقاية، معتبرًا أن الوقت الأنسب للتشجير هو منتصف شهر أكتوبر.
ختامًا، أكد خطيب أن حملة "ساهم فيها" مستمرة، حيث انطلقت من إعزاز وستمتد إلى باقي المدن المنكوبة في المنطقة. وأشار أيضًا إلى اجتماع مع وجهاء المدينة لتعزيز جهود التوعية المجتمعية وضمان استمرارية المبادرة وتحقيق أثرها طويل الأمد.