الأربعاء, 3 سبتمبر 2025 01:16 AM

حصيلة مأساوية: زلزال أفغانستان يودي بحياة أكثر من 800 شخص وإصابة 2700

حصيلة مأساوية: زلزال أفغانستان يودي بحياة أكثر من 800 شخص وإصابة 2700

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب شرق أفغانستان ليل الأحد إلى أكثر من 800 قتيل و 2700 جريح. بلغت قوة الزلزال 6 درجات، وأعقبته خمس هزات ارتدادية على الأقل، شعر بها السكان على بعد مئات الكيلومترات.

أفاد مسؤولون محليون وهيئة المسح الجيولوجي الأميركي بأن مركز الزلزال يقع على بعد 27 كيلومتراً شرق مدينة جلال آباد في ولاية ننكرهار المحاذية لولاية كونار، حيث سُجل العدد الأكبر من الضحايا. وكان عمق الزلزال ضحلاً نسبياً، حيث بلغ ثمانية كيلومترات.

في مطار جلال آباد، شوهد المئات من عناصر الأمن يقومون بتحميل أكفان بيضاء في مروحيات، وفقاً لمراسلي وكالة “فرانس برس”. وأعلنت وزارة الدفاع تنفيذ 40 رحلة جوية لنقل المساعدات وإجلاء القتلى والجرحى.

أوضح المتحدث باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، في مؤتمر صحافي في كابول، عن تسجيل 800 قتيل و2500 مصاب في ولاية كونار وحدها، بالإضافة إلى 12 قتيلاً و255 مصاباً في ولاية ننكرهار المجاورة.

حذر مسؤولون أفغان من إمكانية ارتفاع الحصيلة مع استمرار عمليات البحث عن ضحايا وناجين في المناطق الوعرة والنائية. وأكدت سلطات طالبان إرسال مروحيات للمشاركة في عمليات الإنقاذ.

ووصف إعجاز عبد الحق ياد، المسؤول المحلي في مقاطعة نورغل بولاية كونار، الوضع قائلاً: “لم يسبق لنا أن رأينا أمراً مشابهاً. الأمر مرعب، كان الأطفال والنساء يصرخون”. وأشار إلى أن غالبية العائلات عادت لتوها إلى أفغانستان بعد موجات الطرد الأخيرة من باكستان وإيران، والتي شملت نحو 4 ملايين أفغاني.

وأضاف أن “هناك حوالى ألفي عائلة لاجئة عادت وتخطط لإعادة بناء منازلها” في هذه المنطقة الزراعية المحاذية لباكستان. وخوفاً من الهزات الارتدادية، يقضي الجميع وقتهم في الخارج، بينما دُمرت القرى الثلاث الكبيرة في منطقة نورغال بالكامل.

تواجه السلطات وعناصر الإنقاذ ووسائل الإعلام صعوبات كبيرة في الوصول إلى هذه القرى، بسبب الانزلاقات الأرضية التي أدت إلى قطع الطرق. وسُجلت العديد من الهزات الارتدادية خلال الليل، بلغت قوة إحداها 5,2 درجة.

أظهرت صور للوكالة عدداً من الأطفال يتلقون العلاج في مستشفى محلي. وأفاد مراسلو “فرانس برس” بأن الزلزال هز المباني من كابول إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد.

أعربت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان عن “حزنها العميق جراء الزلزال المدمر الذي أسفر عن مقتل مئات الأشخاص”، مؤكدة أن فرقها تتواجد ميدانياً لتقديم مساعدة عاجلة. كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “تضامنه الكامل مع الشعب الأفغاني”.

تتعرض أفغانستان بشكل متكرر للزلازل، خصوصا في سلسلة جبال هندوكوش، قرب تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية. كما ضربت فيضانات ولاية ننكرهار ليل الجمعة السبت، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وتدمير محاصيل وممتلكات.

في تشرين الأول/أكتوبر 2023، ضرب زلزال بلغت شدته 6,3 درجات ولاية هرات في غرب أفغانستان، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص وتدمير أو إلحاق أضرار بأكثر من 63 ألف منزل. وكان ذاك أقوى زلزال يضرب البلاد منذ أكثر من ربع قرن.

تواجه أفغانستان كارثة إنسانية حادة بعد أربعة عقود من النزاعات. وبحسب البنك الدولي، يعيش نحو نصف سكان البلاد في الفقر. ومع عودة حركة طالبان إلى الحكم في العام 2021، تقلصت المساعدات الدولية لكابول بشكل كبير.

في العام 2015، قُتل أكثر من 380 شخصاً في باكستان وأفغانستان عندما ضرب زلزال بقوة 7,5 درجات البلدين.

مشاركة المقال: