الإثنين, 1 سبتمبر 2025 10:23 PM

سد بلّوران في اللاذقية: مورد مائي حيوي ووجهة سياحية واعدة رغم تحديات الجفاف

سد بلّوران في اللاذقية: مورد مائي حيوي ووجهة سياحية واعدة رغم تحديات الجفاف

يشكل سد بلّوران، الواقع على بعد 30 كم من مدينة اللاذقية على الطريق الدولي المؤدي إلى كسب، عنصراً أساسياً في حياة سكان الريف الشمالي للساحل السوري. فهو يجمع بين الأهمية الاقتصادية والخدمية والسياحية، مما يجعله شرياناً حيوياً يغذي الأرض والإنسان على حد سواء، وفقاً لما ذكرته وكالة سانا.

أوضح المهندس فادي جميل حاتم، رئيس بلدية بلّوران، في تصريح لمراسل سانا، أن السعة التخزينية للسد تصل إلى 15.5 مليون متر مكعب، وهو يروي حوالي 1370 هكتاراً من الأراضي الزراعية. بالإضافة إلى ذلك، يؤمن السد مياه الشرب لعشرات القرى الممتدة من زغرين حتى كسب والبسيط، بمعدل يومي يقارب 6100 متر مكعب.

وأشار حاتم إلى أن السد تجميعي يعتمد في تغذيته على مياه نهر الشامرلية والينابيع والأمطار. وأوضح أن المخزون الحالي لا يتجاوز 4 ملايين متر مكعب بسبب الجفاف وانحباس الأمطار، مما جعل تأمين مياه الشرب أولوية قصوى، في حين أن كل دورة ري تحتاج إلى حوالي مليون متر مكعب خلال فترة تتراوح بين 10 و 13 يوماً.

وفيما يتعلق بالجانب السياحي، أكد حاتم على ضرورة إعادة النظر في منح تراخيص استثمارات سياحية على ضفاف البحيرة بشكل منظم، لما لذلك من دور في تنشيط السياحة المحلية، وخلق فرص عمل جديدة، ودعم إيرادات البلديات المعتمدة على مواردها الذاتية.

من جهته، أشار مختار قرية بلّورة، جمال علي حاتم، إلى أن السد شهد في الموسم الحالي تراجعاً كبيراً في المنسوب، مما أدى إلى توقف عمليات الري. وقد دفع ذلك المزارعين إلى الاستعانة بالصهاريج والمضخات، على الرغم من ارتفاع تكاليفها وصعوبة حفر آبار جديدة. وشدد حاتم على أهمية السد كرافعة اقتصادية للمجتمع المحلي، نظراً لما يوفره من فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلاً عن كونه مصدراً أساسياً للحياة لأبناء المنطقة.

بدوره، لفت رامز سليمان مسلم، أحد أبناء بلّوران، إلى أن أهمية السد لا تقتصر على الزراعة والخدمات، بل تمتد إلى كونه مقصداً سياحياً مميزاً يقصده الزوار من مختلف المحافظات، وخاصة في فصل الصيف، لما يوفره من أجواء طبيعية خلابة.

ومع استمرار التحديات المناخية، تعمل مديرية الموارد المائية على البحث عن حلول بديلة، منها الحُفر على مجاري الأنهار في منطقة زغرين الحراجية لتجميع المياه واستخدامها في الري، في محاولة للتخفيف من الضغط على السد وضمان استمرارية دوره الزراعي والخدمي.

مشاركة المقال: