الإثنين, 1 سبتمبر 2025 05:26 PM

صالح مسلم: الأقليات السورية تدعم اللامركزية كحل للتعايش السلمي

صالح مسلم: الأقليات السورية تدعم اللامركزية كحل للتعايش السلمي

أكد صالح مسلم، عضو هيئة الرئاسة في "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD) وأحد مؤسسي "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، أن مختلف الأقليات في سوريا، بمن فيهم العلويون والدروز، يؤيدون فكرة اللامركزية كأفضل سبيل للعيش المشترك بسلام في دولة موحدة. وأوضح مسلم، في مقابلة مع موقع حزب "Green Left" الكردي في تركيا، والتي أجريت في 28 آب الماضي ونشرت في 1 أيلول، أن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تتعرض لهجمات متزايدة من قبل ما وصفها بـ "الميليشيات المتحالفة مع الحكومة السورية المؤقتة" وبقايا تنظيم "الدولة" في مناطق شرق حلب ودير الزور، مشيرًا إلى أنهم يحاولون خرق اتفاق 10 آذار، ومؤكدًا على ضرورة الدفاع عن مناطقهم.

وفيما يتعلق باتفاق 10 آذار، ذكر القيادي في حزب "الاتحاد الديمقراطي" أن الحكومة الانتقالية السورية بقيادة أحمد الشرع قد تراجعت عن عملية توحيد البلاد التي وافقت عليها سابقًا، وانسحبت من المحادثات مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي كان من المقرر عقدها في باريس، بحجة عقد مؤتمر "وحدة المكونات" في مدينة الحسكة في 8 آب الماضي. واعتبر مسلم أن هذه الذريعة ما هي إلا محاولة للتهرب من تنفيذ بنود الاتفاق الموقع في 10 آذار الماضي، مشيرًا إلى أنهم يحاولون الانسحاب من هذا الاتفاق تحت ضغط تركيا. وكان الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) قد توصلا في 10 آذار الماضي إلى اتفاق يقضي بدمج "قسد" في مؤسسات الدولة السورية، مع ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة على أساس الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية.

وأضاف مسلم أنه كان من المفترض أن يتم الترحيب بمؤتمر "وحدة المكونات"، لأنه يهدف إلى اتفاق جميع المكونات على العيش معًا في سوريا موحدة وديمقراطية، ولكن بدلًا من ذلك، تم اتخاذه ذريعة لإلغاء محادثات باريس. يذكر أن مؤتمر "وحدة الموقف لمكونات شمال شرقي سوريا" قد عقد في 8 آب الماضي في المركز الثقافي بمدينة الحسكة، بمشاركة أكثر من 400 شخصية سياسية ودينية ووجهاء عشائر من مختلف المناطق السورية، بالإضافة إلى ممثلين عن "الإدارة الذاتية"، وبمشاركة افتراضية من الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، ورئيس "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر"، غزال غزال.

وحول أحداث السويداء، أوضح مسلم أن الهجمات العنيفة التي شنتها ما وصفها بـ "الميليشيات الجهادية" المتحالفة مع الحكومة السورية على المجتمعات ذات الأغلبية الدرزية في السويداء منذ تموز الماضي، قد أدت إلى تآكل ثقة الأقليات الدينية والعرقية في قدرة الحكومة على توحيد البلاد سلميًا. واعتبر مسلم أن ما يحدث في السويداء دليل على أن النظام السوري الحالي لا يقبل بدولة ديمقراطية تضم جميع مكونات المجتمع السوري، ولا يقبل بأي أيديولوجيا أو دين سوى "الإسلام الجهادي"، على حد تعبيره، مضيفًا أن ما تم بناؤه في "روج آفا" يمكن أن يكون نموذجًا لكل سوريا. يشار إلى أن "روج آفا" هو الاسم الذي أطلقته "الإدارة الذاتية" على نفسها بداية باسم "فيدرالية روج آفا- شمال سوريا"، ثم تم تغييره لاحقًا إلى "النظام الاتحادي الديمقراطي لشمال سوريا"، ثم إلى التسمية الحالية "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا".

وفيما يتعلق بانتخابات مجلس الشعب، ذكر مسلم أن الحكومة السورية ستمضي قدمًا في انتخابات وصفها بـ "الصورية" لمجلس الشعب في أيلول الحالي، مشيرًا إلى أنه سيتم استبعاد السويداء والمناطق التي تسيطر عليها "قسد" من هذه الانتخابات، وأن الانتخابات لن تكون مباشرة في حال إجرائها. وانتقد مسلم جميع الخطوات التي اتُخذت منذ سقوط النظام السابق، معتبرًا أنها تناقضت مع أهداف الثورة السورية التي دعت إلى العدالة والديمقراطية والمساواة والحرية لجميع مكونات الشعب السوري. وأكد أن السوريين ضحوا من أجل حقوق المواطنة الحقة، وفي مقدمتها الحق في الترشح والانتخابات الحرة والنزيهة، ومع ذلك، فإن التاريخ يكرر نفسه. وأشار إلى أن ما يُصوَّر على أنه انتخابات ليس سوى خطوة شكلية لا تُلبي متطلبات الحل السياسي الشامل الذي يحتاجه السوريون. وكانت "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا قد أصدرت في 24 آب الماضي بيانًا رفضت فيه الانتخابات البرلمانية في البلاد، معتبرة أنها "خطوة شكلية لا تمت للديمقراطية بصلة، ولا تعبّر عن إرادة السوريين بأي شكل من الأشكال".

مشاركة المقال: