الإثنين, 1 سبتمبر 2025 09:08 PM

شاهد من صيدنايا يكشف: فظائع مشفى تشرين و'أفران الموت' خلال جائحة كورونا

شاهد من صيدنايا يكشف: فظائع مشفى تشرين و'أفران الموت' خلال جائحة كورونا

في شهادة تقشعر لها الأبدان، يروي سامر سالم، الناجي من سجن صيدنايا العسكري، تفاصيل مروعة عن سياسة ممنهجة للتخلص من السجناء المرضى والمحتضرين في ذروة جائحة كورونا عام 2020.

يقول سالم إن مرضى السل كانوا يحتجزون في نظارة السجن التابعة لسجن صيدنايا داخل مشفى تشرين العسكري، حيث كان يتم نقل المرضى لإخفاء أدلة الوباء الذي أودى بحياة العشرات.

ويصف سامر سالم مشفى تشرين العسكري بأنه كان "مسلخًا مصغرًا" تابعًا للسجن. وتكمن الفظاعة في طريقة تعامل إدارة السجن مع جثث الضحايا. فبعد العصر، كان الحراس يستدعون مريض السل لتنفيذ مهمة بشعة.

يروي سامر: "بعد العصر ينادوني أدخل 5 جثث مكان ما حاطيني. وفي الصبح يقولون لي اسحبهم على السيارة.. سيارة إسعاف بتروح على نجها، مقبرة الشهداء". سيارة الإسعاف، رمز النجاة، تحولت إلى أداة لنقل الموتى سرًا إلى مقابر جماعية أو محارق، في محاولة لإخفاء حجم الكارثة الصحية في السجون المكتظة.

في مشهد مروع، يتذكر سامر يومًا كان فيه داخل المشفى: "فتحوا علي البابين اللي ورا بعض، طلعوني على برّا. في الخارج سيارة إسعاف فيها شخص. قالولي اشحطوا، بيفكروه ميت".

لكن الصدمة كانت أن الرجل كان لا يزال على قيد الحياة. "طلعت بالشخص وهو عايش. قتلوه قُوم في جوى مي وخبز، قام واحد منهم دفعني على خاصرتي ووقعت على الأرض. وقال لي: فوت جوا".

"أدخلوني وأغلقوا الباب، وفي نفس اللحظة فتحوا الباب وقالولي اشحطوا. سحبته، سكروا الباب وراحوا، والمسكين السجين مقتول وثمه مليان دم".

هذه الشهادة تؤكد تقارير سابقة لمنظمات حقوقية. ففي أبريل/نيسان 2020، حذرت "هيومن رايتس ووتش" من أن "السجون السورية قد تكون بؤرة لكورونا" بسبب الاكتظاظ والإهمال الصحي المتعمد. كما وثقت "لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة" انتهاكات جسيمة في سجن صيدنايا، مشيرة إلى "إبادة ممنهجة" و"اختفاء قسري" على نطاق واسع.

ما كشفه سامر يؤكد أن هذه الانتهاكات استمرت وتطورت خلال الجائحة، باستغلال الوباء كذريعة للتصفية.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل

مشاركة المقال: