في حادثة أثارت جدلاً واسعاً، تعرّض صحافيان يعملان في وزارة الإعلام للاعتقال في 30 تموز/يوليو 2025، وذلك بعد تنسيق رسمي مع فرع "الهلال الأحمر" في السويداء، الجهة التي كان من المفترض أن تسهل خروجهما الآمن من المدينة.
أفاد شهود عيان من القافلة بأن عملية الاعتقال تمت بالتنسيق بين عناصر "الحرس الوطني" المدعوم من مجموعات تابعة للفرقة الرابعة، وفرع "الهلال الأحمر" في السويداء. الأمر الذي يثير تساؤلات حول دور الهلال الأحمر، حيث يُمنع عليه التنسيق مع جهات غير حكومية.
تشير المعلومات التي تم رصدها إلى أن اسم أحد الصحفيين كان "مُعمّماً" بحجة وجود ضبط شرطة بحقه، إلا أنه تعرض للضرب المبرح من قبل عناصر الحاجز.
القافلة، التي انطلقت في تمام الساعة 12 ظهراً عبر طريق ولغا–المزرعة، تم اعتراضها عند حاجز النقل التابع لـ"الحرس الوطني". على الرغم من كونها قافلة إنسانية تتمتع بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع، التي تحظر استهداف أو عرقلة عمل القوافل التابعة لـ"الهلال الأحمر"، وتجرّم الاعتداء على المدنيين أو اعتقالهم دون إجراءات قانونية عادلة.
تفيد الشهادات بأن الصحافي ضُرب داخل القافلة بالهراوات والعصي الكهربائية، وجرى تعصيب عينيه، مما أثار حالة من الرعب بين جميع ركاب القافلة. واستمر الضرب حتى الوصول إلى قيادة الشرطة، حيث تم تقييد يديه بأسلاك كهربائية تسببت بجروح غائرة.
إلا أن المعاملة تغيرت بشكل ملحوظ عند مقابلة قائد الشرطة وفي قسم الجنائية، حيث كانت المعاملة "جيدة جداً"، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقاً.
تفتح هذه الحادثة ملفاً خطيراً حول انتهاك حرمة القوافل الإنسانية في السويداء، والاعتداء على الصحافيين، وهو أمر مجرّم وفقاً للقانون الدولي، وتحويلها إلى ساحة لتصفية الحسابات الأمنية، في خرق واضح قد يرقى إلى جريمة حرب، بحسب ما ذكر موقع زمان الوصل.