أصدرت محكمة الاستئناف في لاهاي، يوم الأربعاء، حكمًا نهائيًا بحق مصطفى الداوودي (36 عامًا)، العضو السابق في ميليشيا "لواء القدس". جاء هذا الحكم بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، حيث قررت المحكمة تشديد عقوبة السجن من 12 إلى 13 عامًا.
أوضحت المحكمة أن "لواء القدس" كان بمثابة تنظيم إجرامي تعاون مع أجهزة المخابرات الجوية السورية، وقاد عمليات اعتقال وتعذيب ضمن هجوم واسع ومنهجي استهدف المدنيين. وأشارت إلى أن الداوودي لعب دورًا قياديًا في نشاط الميليشيا حتى عام 2017.
وكانت المحكمة الجزئية في لاهاي قد أدانت الداوودي في مطلع عام 2024 بتهمة المشاركة في اعتقالات غير قانونية وتعذيب ومعاملة غير إنسانية بحق مدنيين في محافظة حلب، من بينهم أحد سكان مخيم النيرب، الذي تعرض للاعتقال والتعذيب وأصيب بأضرار جسدية ونفسية خطيرة.
وفي حكمها الأخير، أقرت محكمة الاستئناف بتعويض الضحية من مخيم النيرب بمبلغ 40 ألف يورو عن الأضرار المعنوية، على أن تدفع الدولة الهولندية 5 آلاف يورو منها، بينما يتحمل المدان دفع 35 ألفًا.
يُذكر أن "لواء القدس" هو ميليشيا مسلحة تأسست في مدينة حلب عام 2013 بدعم من قوات النظام السوري، وجذبت مقاتلين من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومناطق سورية مختلفة. وقد لعبت دورًا بارزًا في العمليات العسكرية إلى جانب الجيش السوري، وارتبط اسمها بانتهاكات واسعة بحق المدنيين، خاصة في محافظة حلب ومحيطها.
وتعتبر هذه القضية الأولى من نوعها التي تمنح فيها محكمة هولندية تعويضًا استنادًا إلى القانون السوري في قضية تتعلق بجرائم دولية. كما أنها أول إدانة تصدر في هولندا بحق شخص ارتبط بعمليات عسكرية إلى جانب قوات النظام السوري.
(actionpal)