مع عودة مئات العائلات النازحة والمهجرة إلى مدينة عندان في ريف حلب الشمالي خلال الأشهر الماضية، ازدادت الحاجة الملحة لإعادة تأهيل المدارس لتوفير بيئة تعليمية ملائمة للطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد. قبل أيام قليلة، انتهى فريق ملهم التطوعي من تجهيز مدرسة الإناث الشرقية في المدينة، وذلك بعد إجراء أعمال صيانة شاملة للبنية التحتية والمقاعد والصفوف.
وفي مبادرة مجتمعية تعكس رغبة السكان في استعادة الحياة الطبيعية وتوفير مقاعد دراسية لأبنائهم، ساهم أهالي عندان بشكل مباشر في إصلاح المقاعد الدراسية داخل مدارس أخرى. يأمل الأهالي أن تساهم هذه الجهود في إعادة الحياة إلى المدارس، على الرغم من التحديات الكبيرة. ويقول أبو محمود (52 عاماً)، وهو أحد العائدين حديثاً إلى المدينة: "أصلحنا المقاعد بأنفسنا لأننا لا نريد لأطفالنا أن يبدأوا العام الدراسي وهم بلا صفوف جاهزة، نعلم أن الاحتياجات كبيرة، لكننا نؤمن أن التعليم هو الطريق الوحيد لعودة مدينتنا إلى الحياة".
وفي تصريح سابق، أكدت آية صدور، رئيسة دائرة الأبنية في مديرية التربية والتعليم بحلب، أن "عدد المدارس المتضررة والخارجة عن الخدمة في مدينة حلب بلغ 118 مدرسة، وقد سُوّي عدد كبير منها بالأرض نتيجة القصف". وأضافت أن "مدارس الريف تعرضت بدورها لأضرار واسعة بفعل الزلزال والقصف، حيث جرى تقييم نحو 450 مدرسة وصُنّفت الأضرار ما بين صيانة خفيفة، متوسطة، وثقيلة".
وفقاً لتقارير منظمة اليونسكو، تضرر أو دُمر أكثر من 10,000 مدرسة في سوريا منذ عام 2011، بينما لا يزال أكثر من 2.1 مليون طفل خارج مقاعد الدراسة، ويواجه 1.3 مليون آخرون خطر التسرب. وتقدر تكلفة ترميم المدرسة الواحدة بين 68 و72 ألف دولار، مما يعني أن القطاع بحاجة إلى مئات ملايين الدولارات في ظل محدودية التمويل الدولي المخصص للتعليم داخل البلاد.