في مشهدٍ لافتٍ وغائبٍ منذُ عقود، استقبلت العاصمةُ السوريّةُ دمشق وفدًا يهوديًا من الولاياتِ المتحدةِ. ضمَّ الوفدُ الحاخام موشيه كلاين ورجلَ الأعمالِ دوف بليخ، اللذينِ قاما بأداءِ الصلواتِ في الكنيسِ المركزيِّ. كما زار الوفدُ المقبرةَ اليهوديّةَ حيثُ تفقّدوا قبرَ الحاخامِ حاييم فيتال، أحدِ أبرزِ الشخصياتِ الدينيةِ في القرنِ السادس عشر.
على الرغمِ من أنَّ هذهِ الزيارةَ ليستْ الأولى من نوعِها منذُ بدايةِ الأزمةِ، حيثُ سبقتها زيارةٌ أخرى مطلعَ العامِ، إلا أنها أثارتْ مشاعرَ متباينةً بينَ سكانِ دمشقَ، تراوحتْ بينَ الترحيبِ والاستغرابِ، خاصةً عندَ رؤيةِ الحاخامِ بلباسِهِ التقليديِّ في شوارعِ المدينةِ. وقدْ اكتفى البعضُ بتحيّةِ "شالوم" تعبيرًا عن تمنياتِهم بالسلامِ.
تتجاوزُ هذهِ الزيارةُ البُعدَ الدينيَّ، إذْ تُعيدُ إلى الأذهانِ قضيةَ اليهودِ السوريّينَ الذينَ هاجروا من البلادِ في تسعيناتِ القرنِ الماضي. ويرى خبراءُ أنَّ دمشقَ قدْ تستعيدُ مكانتَها كمركزٍ روحيٍّ لليهودِ، وأنَّ الأماكنَ التاريخيّةَ مثلَ المقابرِ والكنائسِ يمكنُ أنْ تجذبَ الزوّارَ والباحثينَ، ممّا يُساهمُ في إعادةِ ربطِ سوريا بجذورِها المتنوّعةِ.
بينَ الصلواتِ والدعواتِ عندَ قبرِ فيتال، ورسائلِ السلامِ في شوارعِ دمشق، تُعتبرُ زيارةُ الوفدِ اليهوديِّ بمثابةِ إشارةٍ رمزيّةٍ إلى مرحلةٍ جديدةٍ قدْ تمهدُ لعودةِ اليهودِ السوريّينَ إلى وطنِهم، في مشهدٍ يحملُ أبعادًا سياسيّةً ودينيّةً. وقد نقلت شبكة i24NEWS الإسرائيلية تفاصيل الزيارة.