ألقى الباحث الكويتي جاسم الجزاع محاضرة قيمة بعنوان "البناء المعرفي في زمن الشتات" في المكتبة الوطنية بدمشق مساء أمس. استعرض الجزاع خلال المحاضرة أفكاراً معمقة حول أهمية المعرفة في مواجهة مختلف التحديات.
أشار الجزاع إلى أن الحكومات المستبدة، على الرغم من اهتمامها الظاهري ببناء المؤسسات التعليمية المتميزة وتوفير أفضل الكفاءات التدريسية، إلا أنها تخشى الوعي وتسعى جاهدة لخلق حواجز بينه وبين المواطنين. كما أوضح الفروقات الجوهرية بين أخلاق الشعوب التي تنعم بالديمقراطية وتلك التي تنشأ في ظل الحكم الاستبدادي، مبيناً أن مجتمعات الديمقراطية تتجه نحو التعبير الحر، بينما تعيش المجتمعات المستبدة في حالة دائمة من القلق والخوف.
أكد الجزاع على قوة الشعب السوري وطاقاته الكامنة وقدرته على الإنتاج والإبداع أينما حل، معتبراً أن هذه الميزة ربما تميز السوريين عن غيرهم، مشيراً إلى أهمية الأرض والبيئة في تشكيل هذه القدرات. وتطرق أيضاً إلى مصطلح "الأقليات" وتأثيره السلبي، مؤكداً على أهمية التعايش بين جميع المكونات، وأن قوة الأغلبية تكمن في التعداد السكاني والاقتصاد ومراكز صنع القرار والإعلام.
كما لفت إلى أن مفهوم السيادة لا يزال منقوصاً في العديد من الأنظمة العربية، مشدداً على ضرورة تحالف الأنظمة مع شعوبها، وهو أمر يعتبره شبه مستحيل بسبب تدخل قوى خارجية في المناهج الدراسية والاقتصاد ومصير هذه الأنظمة. وقدم الجزاع تفصيلاً للفروقات بين الحضارة والمدنية، موضحاً أن المدنية تعني الأبنية والعمران، بينما الحضارة تتركز في فن التعامل مع الآخر وبناء العلاقات الإنسانية والأخلاق الحميدة، داعياً السوريين إلى إعطاء السلطة الحالية الوقت الكافي لتحقيق تطلعاتهم.
مصعب أيوب تصوير: طارق السعدوني