كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن السفير السوري في القاهرة ومندوب دمشق لدى جامعة الدول العربية، حسام الدين آلا، رفض قرار وزارة الخارجية في الحكومة الانتقالية بإعادته إلى دمشق، وقرر التوجه مباشرة إلى سويسرا حيث قدم طلب لجوء سياسي.
وفقًا للوثائق الرسمية، أصدرت وزارة الخارجية بتاريخ 29 حزيران/يونيو 2025 قرارًا بنقل السفير آلا إلى الإدارة المركزية بدمشق، ومنحته مهلة حتى مطلع آب/أغسطس لترتيب أوضاعه. لكن الدبلوماسي غادر القاهرة فور انتهاء المدة المحددة، وقدم استقالته رسميًا عبر رسالة بعث بها للوزارة من سويسرا.
وجاء في نص القرار: "ينقل السفير حسام الدين آلا من سفارة الجمهورية العربية السورية في القاهرة إلى الإدارة المركزية لوزارة الخارجية والمغتربين. يجري تنفيذ النقل خلال مدة شهرين اعتبارًا من 1/6/2025، مع صرف مستحقاته المالية عن شهري حزيران وتموز بما فيها بدل الاغتراب ومنحة النقل".
وأوضحت الخارجية السورية أن هذه الإجراءات تأتي في إطار ما وصفته بـ "إعادة هيكلة البعثات الدبلوماسية"، في وقت شملت قرارات مماثلة سفارات سورية في بيروت والرياض وبرلين وإسطنبول وحتى البعثة الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
ربطت مصادر سورية قرارات الاستدعاء بوجود شكاوى متزايدة من الفساد وسوء المعاملة داخل بعض القنصليات، وعلى رأسها القنصلية العامة في إسطنبول، حيث اتُهم موظفون بتلقي رشاوى مقابل إنجاز المعاملات.
لم تكن خطوة السفير آلا الأولى من نوعها، ففي نيسان/أبريل الماضي، رفض السفير السوري في موسكو، بشار الجعفري، العودة إلى دمشق بعد صدور قرار مماثل بحقه، وطلب اللجوء الإنساني في روسيا.
ونقلت مصادر سياسية أن الجعفري وصف القرار بأنه "ارتجالي ويضر بمصالح سورية"، مشيرة إلى أنه تجاوز سن التقاعد ويعاني من وضع صحي صعب، لكنه اعتبر أن إعفاءه المفاجئ واستبداله بقائم بالأعمال أضعف التمثيل الدبلوماسي السوري في موسكو.
يُذكر أن الجعفري، الذي شغل سابقًا منصب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، يعد من أبرز الأصوات التي دافعت عن نظام بشار الأسد في المحافل الدولية خلال سنوات الحرب.
لم تقتصر القرارات الحكومية الأخيرة على آلا والجعفري، بل شملت أيضًا السفير السوري في الرياض، أيمن سوسان، الذي عُين في 2023 بعد مسيرة طويلة في الخارجية، شغل خلالها مناصب بينها نائب وزير الخارجية وسفير سوريا لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي.
يرى مراقبون أن هذه التطورات تكشف عن حالة انشقاق وانسحاب غير مسبوقة داخل السلك الدبلوماسي السوري، خاصة بين الأسماء المحسوبة على النظام، والتي تفاجأت بقرارات نقل أو إعفاء مفاجئة قللت من دورها ونفوذها.