أفاد مسؤول في البيت الأبيض بأن الرئيس دونالد ترامب أبلغ الزعماء الأوروبيين، اليوم الخميس، بضرورة توقف أوروبا عن شراء النفط الروسي، معتبراً أنه يساهم في تمويل حرب موسكو على أوكرانيا.
وانضم ترامب إلى دعوة دول "تحالف الراغبين"، بقيادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذين يجتمعون لمناقشة سبل دعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.
وأضاف المسؤول أن "الرئيس ماكرون والقادة الأوروبيون دعوا الرئيس ترامب إلى اجتماع ‘تحالف الراغبين‘. وأكد الرئيس ترامب ضرورة توقف أوروبا عن شراء النفط الروسي الذي يمول الحرب، إذ حصلت روسيا على 1.1 مليار يورو من مبيعات الوقود من الاتحاد الأوروبي في عام واحد".
كما أكد "ضرورة ممارسة القادة الأوروبيين ضغوطاً اقتصادية على الصين لتمويلها جهود روسيا الحربية".
من جهته، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، بالتزام حلفائه الأوروبيين بنشر قوات في بلاده لتوفير ضمانات أمنية في إطار أي اتفاق محتمل لإنهاء الحرب مع روسيا، معتبراً ذلك خطوة "أولى ملموسة".
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي مشترك في باريس مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب اجتماع لـ"تحالف الراغبين" الداعم لكييف: "وافقت 26 دولة على توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا. أعتقد أن هذه أول خطوة جدية ملموسة من هذا القبيل منذ مدة طويلة".
وأعلن إيمانويل ماكرون، الخميس، أن 26 دولة، خصوصاً أوروبية، التزمت المشاركة في "قوة طمأنة" في إطار وقف محتمل لإطلاق النار بين موسكو وكييف، عبر نشرها قوات في أوكرانيا أو بمشاركتها "براً أو بحراً أو جواً"، لكن واشنطن لم تعلن بعد الخطوات الملموسة التي ستقوم بها لدعم تلك الجهود.
وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين إثر اجتماع للتحالف الداعم لأوكرانيا: "ليس هدف هذه القوة أن تخوض حرباً ضد روسيا".
ورفض الرئيس الفرنسي "كشف ما نقوم به لروسيا".
وأشار ماكرون إلى أن ألمانيا وإيطاليا وبولندا "من بين الدول الـ 26 المساهمة التي حددت دعمها، إما لتدريب الجيش الأوكراني وإما لضمان الأمن براً وجواً وبحراً".
من جهتها، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عقب الاجتماع أن روما لن ترسل قوات إلى أوكرانيا. أما ألمانيا فتعتزم المشاركة في تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية وتجهيز قواتها البرية، وفق ما أفادت مصادر حكومية وكالة فرانس برس.
وكان الدعم الأميركي أو "شبكة الأمان" محور مؤتمر عبر الفيديو مع الرئيس دونالد ترامب عقب الاجتماع الذي حضره أيضاً المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الذي كان حاضراً في قصر الإليزيه.
ولم يتم إعلان أي شيء بعد انتهائه.
وأعلن زيلينسكي خلال المؤتمر نفسه "نعتمد على +شبكة الأمان+ الأميركية".
وقال الناطق باسم المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن الزعماء الأوروبيين أعربوا للرئيس الأميركي "عن أملهم في أن تساهم الولايات المتحدة (في سبل دعم أوكرانيا) بشكل كبير".
إلا أن ماكرون أكد بعد المباحثات مع ترامب أن "الدعم الأميركي" لهذه "الضمانات الأمنية" لكييف سيتبلور "في الأيام المقبلة"، وأن الأميركيين "كانوا في غاية الوضوح" بشأن مشاركتهم و"لا شك في ذلك".
وكان الاجتماع الذي عقد في الإليزيه وعبر الفيديو أيضاً، فرصة للأوروبيين لتأكيد استعدادهم لبذل كل ما في وسعهم لدفع روسيا إلى التفاوض.
وشدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي يترأس مع ماكرون "تحالف الراغبين"، على أن "من الضروري زيادة الضغوط" على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يستمر الأخير "في تأخير مفاوضات السلام وشن هجمات مروعة على أوكرانيا".
وأوضح ماكرون أن الأوروبيين سيفرضون عقوبات جديدة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة" إذا واصلت موسكو رفض إحلال السلام في أوكرانيا، لافتاً إلى أنه ستكون هناك "اتصالات جديدة بين الأميركيين والروس".
ويطالب الأوروبيون بفرض هذه العقوبات الأميركية منذ أشهر، لكنّ شيئاً لم يحدث حتى الآن.
وكان الرئيس الأميركي الذي أعرب أخيراً عن خيبة أمل كبيرة من بوتين، قد لمح الأربعاء إلى احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تستجب لتطلعات السلام من دون أن يخوض في التفاصيل.
من جهته أكد زيلينسكي الخميس أن الرئيس الأميركي "مستاء جداً" من شراء دول في الاتحاد الأوروبي النفط الروسي، مشيراً تحديداً إلى سلوفاكيا والمجر.
وكررت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التأكيد الخميس أن روسيا لن تقبل "أي تدخل أجنبي أياً كان شكله" واصفة الحماية التي تطلبها كييف بأنها "ضمانات خطر للقارة الأوروبية".
ورد الأمين العالم لحلف شمال الأطلسي مارك روته الخميس خلال زيارة لبراغ بأن القرار بشأن نشر قوات غربية في أوكرانيا لا يعود إلى روسيا.
ووعد ترامب خلال اجتماع مع ستة قادة أوروبيين في 18 آب/أغسطس في واشنطن بأن الولايات المتحدة ستوفر ضمانات أمنية، من دون أن يحدد ماهيتها.
وقد يتّخذ ذلك هذا أشكالا عدة، على مستوى العمل الاستخباراتي أو الدعم اللوجستي، بعدما استبعد الرئيس الأميركي فكرة إرسال جنود أميركيين إلى الأراضي الأوكرانية.