الأحد, 7 سبتمبر 2025 09:40 PM

السلامة المرورية: وعي مجتمعي ومسؤولية مشتركة لإنقاذ الأرواح

السلامة المرورية: وعي مجتمعي ومسؤولية مشتركة لإنقاذ الأرواح

تتوالى الأخبار المفجعة عن الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن حوادث السير، والتي تخلف آثاراً عميقة وحزناً بالغاً على فقدان الأحبة. يؤكد المعنيون أن الوعي والثقافة المرورية، إلى جانب الالتزام بالقواعد والنظم، يشكل الأساس لسلامة مرورية فعالة، ويجنبنا الحوادث المأساوية.

هذا الوعي هو حجر الزاوية في بناء منظومة متكاملة للحد من الآثار السلبية للحوادث على حياة الجميع. فالأرقام الصادرة عن نشرات المرور والدفاع المدني والجمعيات المختصة تشير إلى تفاقم مستمر في أعداد الحوادث، مما يعكس استهتار العديد من السائقين بقواعد السلامة المرورية. يضاف إلى ذلك عوامل تتعلق بسلامة المركبة الفنية، والحالة الفنية للطريق وتجهيزاته.

تولي الأمم المتحدة اهتماماً كبيراً بهذا الموضوع. ووفقاً لمقال نشره موقع الأمم المتحدة للكاتبين جويل أويرت وميليكيدزيدك خيسي، وهما المسؤولان الفنيان في وحدة السلامة والتنقل التابعة لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، هناك خمسة أدوار رئيسية لتحسين السلامة على الطرق، تشمل جعل السلامة على الطرق أولوية سياسية، ووضع المعايير والقواعد، وتشجيع الحكومات على تطوير وتنفيذ سياسات داعمة، وحشد مختلف الجهات الفاعلة، وتشجيع الدول الأعضاء على مواصلة العمل وتقديم تقارير دورية.

السلامة المرورية ليست مجرد حملة مؤقتة، بل هي ضرورة يومية ترافقنا في كل لحظة، سواء كنا نقود سيارة أو دراجة، أو نسير على الطريق. يجب أن نكون على استعداد دائم لتبني سلوكيات آمنة، وأن نساهم في نشر الوعي حول مخاطر السرعة الزائدة، واستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وأهمية حزام الأمان والخوذة، وسلامة الأطفال، وفحص المركبة، والالتزام بإشارات المرور، وتجنب القيادة الطائشة.

لكل فرد منا دور في تحقيق السلامة المرورية، سواء كنا أفراداً أو جزءاً من المجتمع الأهلي، أو نعمل في القطاع الحكومي. فالتكامل والتعاون بيننا هو الهدف الأسمى الذي نسعى إليه، من أجل إنقاذ الأرواح والحد من الخسائر الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن حوادث السير.

مع قرب افتتاح المدارس، وحيث أن غالبية الطلاب يتنقلون مشياً على الأقدام، يصبح من الضروري تكثيف حملات التوعية المرورية، وتوخي الحذر والانتباه من قبل السائقين بالقرب من المدارس ورياض الأطفال، وزيادة الوعي لدى الطلاب من خلال الدروس التوعوية والإعلامية، خاصة في الأيام الأولى من العام الدراسي.

نسأل الله التوفيق، وندعو أن تكون السلامة رفيقة درب الجميع.

(سليمان خليل - موقع اخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: