الأحد, 7 سبتمبر 2025 11:44 AM

هل تلوح في الأفق حرب في فنزويلا؟ مادورو يستعد للكفاح المسلح وترامب يستهدف عصابات المخدرات

هل تلوح في الأفق حرب في فنزويلا؟ مادورو يستعد للكفاح المسلح وترامب يستهدف عصابات المخدرات

فيما يبدو، لا يخشى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن يلقى مصيرًا مشابهًا للرئيس السوري السابق بشار الأسد، وهو المصير الذي صرح نظيره الأمريكي دونالد ترامب بأنه يتمناه لنظامه. فقد أعلن مادورو صراحة أن بلاده ستنتقل إلى مرحلة الكفاح المسلح إذا تعرضت لأي هجوم من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعكس مزاجًا قتاليًا وعقيدة دفاعية بامتياز لدى الرئيس الفنزويلي، بغض النظر عن قدرة واشنطن على المغامرة بغزو فنزويلا من عدمها.

اللافت أن هذا التصريح صدر عن الرئيس الفنزويلي خلال اجتماعه مع قادة عسكريين في العاصمة كاراكاس، لبحث تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال لفنزويلا: "سنسقط طائراتكم"، ما يشير إلى أن مادورو يحظى بتأييد جيشه الذي سيذهب معه إلى مرحلة "الكفاح المسلح".

أبلغ مادورو شعبه بأنهم حاليًا في مرحلة كفاح غير مسلح، وهي مرحلة سياسية واتصالية ومؤسساتية، لكنه أضاف أنه إذا تعرضت فنزويلا لهجوم، فإنهم سينتقلون إلى مرحلة الكفاح المسلح، وهو هنا يضع الشعب ويحضره لإمكانية اندلاع حرب دفاعية عن فنزويلا، التي ستتعرض لحرب هجومية على خلفية التصعيد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

وأعلن الرئيس مادورو بالفعل البدء بتدريب المواطنين ضمن حملة كبرى لتنظيم وتعبئة قوى ميليشيا الدفاع الوطني البوليفاري، ورجح أن يتخطى العدد المشارك 8 ملايين شخص بالإضافة إلى نحو 4 ملايين ونصف مليون عنصر من الميليشيا الوطنية البوليفارية.

ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد أن ينفذ توقيعه على قرار تغيير اسم وزارة "الدفاع" إلى "الحرب"، ويبدأ نزعته الهجومية تجاه فنزويلا، وإن كان بالاستعراض الكلامي.

ويدرك الرئيس مادورو نوايا ترامب تجاه بلاده، حيث قال محذرًا واشنطن: "نحن صانعو سلام، لكننا أيضًا أمة محاربين. لا يمكن لأحد أن يستعبدنا. يجب على الولايات المتحدة أن تتخلى عن خططها لتغيير النظام في فنزويلا بالعنف".

ويقدم الرئيس الأمريكي مزاعم "المخدرات" ضد الرئيس مادورو، وهو الذي تطاله (ترامب) حاليًا اتهامات بارتباطه بالمنتحر جيفري إبستين وشبكته المرتبطة باغتصاب قاصرات وأطفال، فيذهب (ترامب) كما تتحدث تقارير إعلامية لدراسته خيارات تستهدف "عصابات المخدرات" التي يفترض أنها القوة الخفية الاقتصادية لنظام الرئيس مادورو، وهي ضربات ستستهدف أهدافًا داخل الأراضي الفنزويلية، وبالتالي ذريعة لتغيير سياسي، وإسقاط نظام فنزويلا الحالي.

وأساسًا يضع ترامب مكافأة "ضاعفها" لغاية 50 مليون دولار لإلقاء القبض على الرئيس مادورو، وتتهم إدارته الرئيس مادورو بتزعم كارتل للمخدرات، تمامًا كما الاتهامات التي كانت موجهة لنظام الأسد قبل سقوطه.

وجاء لافتًا ما قامت به كراكاس حينما حلقت طائرتين حربيتين قرب سفينة حربية أمريكية في البحر الكاريبي، وهي خطوة اعتبرتها وزارة "الحرب" الأمريكية "خطوة استفزازية للغاية"، وهي خطوة تحدي فنزويلية لافتة جاءت بعد يومين فقط من غارة أميركية أسفرت عن مقتل 11 شخصًا على متن سفينة من فنزويلا، زعم الرئيس الأميركي ترامب إنها كانت تحمل مواد مخدرة.

وأفاد مسؤولون أميركيون الشهر الماضي بأن واشنطن نشرت 3 مدمرات مجهزة بصواريخ متطورة وآلاف الجنود في المياه المقابلة لفنزويلا ضمن حملة لمكافحة عصابات المخدرات والجماعات الإجرامية في أميركا اللاتينية.

وكان أعلن الرئيس مادورو إنه سيعلن "جمهورية مسلحة" إذا هاجم الجيش الأميركي بلاده، متعهدًا بحشد 4.5 ملايين مقاتل من الميليشيات للدفاع عن فنزويلا.

وسيحاول ترامب فيما يبدو العمل على زعزعة استقرار فنزويلا، لكن وبحسب مجلة "نيوزويك" لن تخاطر واشنطن بعملية عسكرية واسعة في بلد معقد التضاريس مثل فنزويلا، والتي تتميز بجبال وأدغال ومراكز حضرية يصعب السيطرة عليها.

ووفقًا لتقرير سابق وضعه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) تحت عنوان "The Military Balance 2018"، يبلغ تعداد القوات المسلحة الفنزويلية، 123 ألف شخص، بالإضافة إلى 220 ألف شخص في الميليشيا الوطنية. وتبلغ ميزانية الدفاع، 2.6-3 مليارات دولار في العام.

وتعتبر فنزويلا من أكبر مستوردي الأسلحة الروسية في النصف الغربي من العالم، واستلمت فنزويلا حوالي 100 ألف بندقية آلية روسية من طراز كلاشينكوف AK-103، وتقريبا جميع معدات القوات البرية الفنزويلية من إنتاج روسيا. فعلى سبيل المثال، هناك 92 دبابة من طراز T-72B1V وحوالي 80 دبابة فرنسية من طراز AMX 30.

لا تعتمد فنزويلا، فيما يبدو، على السلاح الروسي فقط، فبحسب صحيفة "ميامي هيرالد" الأميركية، فإن فنزويلا هي أول دولة في أميركا الجنوبية تستخدم طائرات مسيرة مسلحة، وهو تطور مهم يأتي نتيجة ما يقرب من عقدين من التعاون المستمر مع طهران.

وظهرت المسيرات الإيرانية في فنزويلا في العام 2022، حيث استعرضها الجيش الفنزويلي في يونيو (حزيران) خلال عرض عسكري عبر شاحنات تحملها.

هذا التقارب يخدم طهران أيضًا في المقابل، ويعزز المخاوف الأمريكية من استغلال إيران لموارد فنزويلا، وخاصة احتياطيات اليورانيوم، لدعم برنامجها النووي، ما يعني التواجد الإيراني في "الحديقة الخلفية لأميركا" كما كان يطلق على دول أميركا اللاتينية.

مشاركة المقال: