الأحد, 7 سبتمبر 2025 01:49 PM

إقليم كردستان يكثف جهوده لتقريب وجهات النظر بين تركيا وحزب العمال الكردستاني

إقليم كردستان يكثف جهوده لتقريب وجهات النظر بين تركيا وحزب العمال الكردستاني

يبذل إقليم كردستان جهوداً مكثفة لإنجاح عملية السلام المتعثرة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني. وتدرك سلطات الإقليم الأهمية التاريخية لتركيا بالنسبة للأكراد وتأثيرها المتنوع عليهم في المنطقة، معتقدة أن هذا التحول سيؤثر بشكل جذري على جميع أكراد المنطقة، وعلى رأسهم إقليم كردستان العراق.

ترى مصادر سياسية أن تركيا وصلت إلى نقطة لا يمكنها التراجع عنها، وأنها مُجبرة على حل المسألة الكردية، معتبرة ذلك مصلحة عليا للإقليم، ومؤكدة على بذل كل الجهود الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية لإنجاح هذه العملية.

وفي هذا السياق، التقى رئيس إقليم كردستان نيجرفان برزاني وفداً دبلوماسياً تركياً ضم مجموعة من السفراء والمسؤولين الأتراك. وأشار بيان رئاسة الإقليم إلى أن الجانبين أكدا على تطوير وتوسيع التعاون المشترك في مختلف المجالات، والأوضاع الأمنية في المنطقة، وآخر التطورات في سوريا والشرق الأوسط وتداعياتها، بالإضافة إلى مسائل أخرى ذات اهتمام مشترك. وتعتبر هذه "الديباجة" تقليدية للإشارة إلى مناقشة قضية حزب العمال الكردستاني.

يأتي هذا اللقاء بعد سلسلة اجتماعات عقدها رئيس الإقليم ورئيس وزرائه مسرور بارزاني مع مسؤولين أتراك خلال الأشهر الماضية. كما استقبل الإقليم وفوداً من حزب "ديمقراطية الشعوب" المقرب من العمال الكردستاني، وفتح المجال للقاءات قادة الحزب مع مقاتلي العمال الكردستاني. وعلى الصعيدين الإعلامي والسياسي، يسعى الإقليم لخلق أجواء إيجابية بين الطرفين، من خلال عقد مؤتمرات ولقاءات غير رسمية بين المؤثرين على الرأي العام من الجانبين.

يرى إقليم كردستان أن مسألة السلام بين تركيا والعمال الكردستاني تخصه تماماً، وذلك على ثلاثة مستويات: أولاً، انتشار الآلاف من مقاتلي الكردستاني في مناطق مختلفة من الإقليم، واندلاع مواجهات مسلحة بينهم وبين الجيش التركي. ثانياً، قيام الجيش التركي ببناء عشرات القواعد العسكرية ومراكز السيطرة داخل الإقليم، مما أدى إلى نزوح آلاف القرويين الأكراد. ثالثاً، هيمنة جماعات مسلحة تابعة للعمال الكردستاني على مناطق مدنية من الإقليم، مثل سنجار، ومنع تطبيق اتفاقية عام 2020 بين الحكومة الاتحادية والإقليم لتطبيع الأوضاع. وبذلك، يؤثر العمال الكردستاني على الحياة الداخلية في الإقليم سياسياً وأمنياً.

الكاتب والباحث شفان رسول أوضح في حديث مع "النهار" ما أسماه أدوات ضغط إقليم كردستان و"عوائد" المسألة عليه، قائلاً: "لكردستان علاقات متوازنة مع الطرفين، سواء تركيا أو العمال الكردستاني، وهو محل ثقة الطرفين، وبسبب ذلك يستطيع إزالة أي سوء فهم قد يحدث. كذلك لكردستان علاقات وازنة واستراتيجية مع الولايات المتحدة ومختلف الدول الغربية المؤثرة على هذه العملية. ويقدم كردستان شبكة علاقاته الدولية تلك لخدمة الطرفين. وطبعاً للإقليم موارد اقتصادية ومؤسسات إعلامية ومدنية وسياسية تعمل لتهيئة العملية بينهما. ذلك أن مصلحته تقضي بنجاح العملية، فآخر عقد مثلاً وقعته شركة تركيا لإنتاج الكهرباء في كردستان بلغت قيمته 150 مليون دولار، ووصل التبادل التجاري إلى قرابة 20 مليار دولار، وهي أرقام قد تتضاعف إذا نجحت عملية السلام".

أخبار سوريا الوطن١-وكالات- النهار

مشاركة المقال: