الإثنين, 8 سبتمبر 2025 04:36 PM

روسيا تكشف عن أقوى كاسحة جليد نووية في العالم لتعزيز التجارة في الممر الشمالي

روسيا تكشف عن أقوى كاسحة جليد نووية في العالم لتعزيز التجارة في الممر الشمالي

في ظل التهديدات الأمريكية المستمرة لروسيا والصين بالمزيد من العقوبات والحصار الاقتصادي والتجاري، ترد موسكو بهدوء بالإعلان عن إنجاز أقوى كاسحة جليد نووية في العالم بحلول عام 2030. لا تخطط روسيا لغزو عسكري للمحيطين الأطلسي والهادئ، بل لزيادة حجم التجارة في الممر الشمالي الذي يربط بينهما.

تشير التوقعات إلى ارتفاع حجم النقل عبر الممر الشمالي إلى 100 مليون طن خلال خمس سنوات، مما قد يفرغ العقوبات الأمريكية من تأثيرها على الاقتصاد الروسي. ومن اللافت دخول شركة "دي بي وورلد" الإماراتية في تطوير الملاحة بالممر الشمالي عبر ترانزيت الحاويات، بشراكة مع شركة "روساتوم" الروسية، وهو مشروع سيوفر 800 ألف حاوية.

من المتوقع أن تنتعش منطقة القطب الشمالي الروسية قريبًا، بعد إقرار مجلس الاتحاد الروسي قانونًا لتوسيعها وتنميتها، خاصة لغناها بالموارد الطبيعية. تحتوي المنطقة على 40% من احتياطات روسيا من الذهب، و90% من الكروم والمنغنيز، و47% من البلاتين، بالإضافة إلى استخراج 60% من النفط وحوالي 80% من الغاز.

منذ عام 2024، أتاحت كاسحات الجليد الروسية شحن البضائع عبر ممر الملاحة الشمالي على مدار اليوم. ومع الانتهاء من بناء أقوى كاسحة جليد نووية، ستزداد إمكانية توسيع حجم النقل عبر هذا الممر على مدار الساعة.

تؤمن هذه الكاسحة ممرًا للملاحة طوله 5556 كيلومترًا، وهو أقصر طريق بين العالم القديم ودول منطقة آسيا والمحيط الهادئ. يربط الممر بحر بارنتس ومضيق بيرينغ، ويقع بالكامل داخل المياه الإقليمية والمنطقة الخاصة لروسيا، مما يجعله ممرًا آمنًا للشركات والدول التي تخشى عبور ممرات أخرى معرضة للنزاعات.

أشارت مجلة "إنفوبريكس" الصينية إلى تزايد الاهتمام الآسيوي بممر الملاحة الشمالي، في ظل التوترات في الشرق الأوسط التي قد تعرقل طرق التجارة التقليدية إلى أوروبا. يقلل الممر الشمالي فترة الرحلة من آسيا إلى أوروبا إلى النصف.

تولي الصين والدول الآسيوية الأخرى اهتمامًا بتطوير ممر الملاحة الشمالي لضمان تدفق البضائع دون عوائق، خاصة مع احتمال توقف الشحن عبر الشرق الأوسط لعدة أشهر، مما سيكون له عواقب كبيرة.

منذ عام 2021، أظهر عدد كبير من المستثمرين اهتمامًا متزايدًا بمشاريع القطب الشمالي طويلة الأجل، والتي تتضمن استخدام ممر الملاحة الشمالي على مدار العام كشريان نقل رئيسي لتصدير المنتجات من المنطقة مباشرة إلى الأسواق الخارجية.

بالإضافة إلى تفعيل ممر الملاحة الشمالي على مدار العام، تنفذ روسيا مشاريع نقل ضخمة مثل مد خطوط السكك الحديدية من سيبيريا إلى منغوليا والصين وموانئ المحيط الهادئ، مما يبشر بإنبعاث منطقة تجارية جديدة وحيوية وضخمة وغير مسبوقة في العالم.

مشاركة المقال: