وسّعت قوات صنعاء، أمس، نطاق عملياتها العسكرية في عمق الكيان الإسرائيلي، مُعلنةً عن بدء هجمات جديدة تستهدف مواقع داخل فلسطين المحتلة، والتي أُضيفت مؤخرًا إلى بنك الأهداف اليمني. وكشفت الاستهدافات الأخيرة، التي تجاوز عددها 11 خلال أقل من أسبوع، عن تحوّل في الاستراتيجية اليمنية يهدف إلى فرض معادلة عسكرية جديدة على العدو.
فبعد استهداف مبنى رئاسة أركان جيش الاحتلال في تل أبيب، ومنزل رئيس حكومة الكيان، بنيامين نتنياهو، شرق القدس في نهاية الأسبوع الماضي، استهلت قوات صنعاء عملياتها لهذا الأسبوع باستهداف مطار «رامون» الواقع في صحراء النقب، والذي يُعد ثاني أهم مطارات الكيان، وذلك بواسطة طائرات مسيّرة، ما أسفر عن إصابته بشكل مباشر، وهو ما اعترف به العدو معلنًا عن وقوع عدد من الجرحى، بالإضافة إلى استهداف منشآت إسرائيلية أخرى خلال العملية نفسها.
وأعلن المتحدث العسكري لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن قواته نفّذت عملية واسعة النطاق باستخدام 8 طائرات مسيّرة، استهدفت مواقع إسرائيلية في النقب وإيلات وعسقلان وأسدود وتل أبيب. وأوضح في بيان أن "طائرة مسيّرة أصابت مطار «رامون» بشكل مباشر، ما أدى إلى توقف حركة الملاحة فيه، بينما أصابت 3 طائرات مسيّرة هدفين عسكريين حسّاسين في النقب، وطائرة رابعة استهدفت هدفًا حيويًا في عسقلان". وأضاف أن "طائرتين مسيّرتين ضربتا هدفًا حيويًا في منطقة أسدود، ومسيّرة أخرى استهدفت مطار اللد (بن غوريون) في تل أبيب".
وجدّد سريع تحذيره لجميع شركات الملاحة الجوية، مؤكدًا أن "المطارات داخل فلسطين المحتلة غير آمنة، وتقع ضمن قائمة أهداف قواتنا"، مطالبًا إياها بالمغادرة الفورية وعدم العودة إلى تلك المطارات.
في المقابل، اعترف العدو بتعرّض مطار «رامون» لإصابة مباشرة، دون الإشارة إلى أسباب فشل منظومات الدفاع الجوي في اعتراض الطائرات المسيّرة اليمنية. وأظهرت صور تداولها مستوطنون أن الهجوم على مطار «رامون» كان مشابهًا للهجوم الذي استهدف مطار «بن غوريون» في مطلع أيار الماضي، وأسفر عن إصابته بشكل مباشر، حيث أظهرت اللقطات أضرارًا واسعة داخل صالة كبار الضيوف في «رامون»، بالإضافة إلى اندلاع حرائق.
وكان جيش العدو قد زعم في وقت سابق أنه اعترض 3 طائرات مسيّرة أُطلقت من اليمن، مشيرًا في بيان إلى أن اثنتين منها أُسقطتا قبل دخولهما المجال الجوي للكيان. ولاحقًا، ذكر في بيان مقتضب أن "طائرة مسيّرة إضافية أُطلقت من اليمن سقطت في منطقة مطار «رامون»"، مضيفًا أنه لم تُطلق صفارات الإنذار وأن الحادثة قيد المراجعة.
وأعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية عن إصابة 8 أشخاص في قاعة المسافرين في مطار «رامون»، حيث أُصيب خمسة منهم بشظايا وارتجاجات وجروح طفيفة، فيما سُجّلت ثلاث حالات هلع. وذكرت الطواقم الطبية أنها قدّمت الإسعاف الأولي للمصابين، ونقلت اثنين منهم إلى مستشفى «يوسفتال» في مدينة إيلات القريبة لتلقّي العلاج.
وعقب الهجوم، أغلقت سلطة المطارات الإسرائيلية مطار «رامون» بالكامل، وأعلنت وقف حركة الطيران فيه. وقالت في بيان إنه تمّ "تجميد الوضع ووقف جميع عمليات الإقلاع والهبوط في المطار". ومن جهتها، قالت شركة «أركيّع» التي تسيّر رحلات من المطار وإليه إنّ "جميع الركاب وأفراد الطواقم بخير"، مشيرة إلى أنها تعمل وفق تعليمات أجهزة الأمن وسلطة المطارات وسلاح الجوّ.
بالتزامن مع استهداف المطار، أعدّت قوات صنعاء ملصقًا عسكريًا حول المطارات الإسرائيلية. وتَظهر في الملصق الذي تداولته منصات يمنية تحمل مسمّيات عسكرية على نطاق واسع، صور للمطارات الإسرائيلية وهي تحترق بنيران الصواريخ والمسيّرات اليمنية. كما تمّ إرفاق الصور بعبارات بالعربية والعبرية مفادها أنّ الاحتلال لن ينعم بالأمن والاستقرار مع استمرار العمليات اليمنية.