الإثنين, 8 سبتمبر 2025 08:15 PM

سادكوب بانياس: عقوبات تطال موظفين بعد عودتهم من الإجازة المأجورة بنقلهم ومنعهم من باصات المبيت

سادكوب بانياس: عقوبات تطال موظفين بعد عودتهم من الإجازة المأجورة بنقلهم ومنعهم من باصات المبيت

يشكو ثلاثة موظفين في شركة محروقات (سادكوب) فرع بانياس، وهم "عصام" و"أديب" و"مدحت"، من إجراءات اتخذت بحقهم بعد عودتهم من الإجازة المأجورة. تم نقلهم إلى أماكن عمل بعيدة تفتقر إلى أبسط التجهيزات، إضافة إلى منعهم من استخدام باصات المبيت، وهو ما اعتبروه محاولة لدفعهم إلى الاستقالة، مؤكدين وجود حالات مماثلة في الشركة.

سناك سوري-خاص

يقول "عصام"، وهو عامل من الفئة الرابعة أمضى 30 عاماً في قسم التشغيل والصيانة بسادكوب بانياس، إنه بعد عودته من الإجازة المأجورة التي مُددت مرتين، فوجئ بقرار نقله من قسم التشغيل في مدينة بانياس إلى مستودعات الديسنة في الريف، مع عشرات الموظفين الآخرين. ويضيف أنه تحول من موظف فئة رابعة إلى مساعد فني يشرف على عمل عدة موظفين، ما حمله مسؤوليات تفوق طاقته، ودفعه إلى تقديم استقالته.

ويشير "عصام" إلى أن منعه من استخدام باص المبيت زاد الضغوط المادية عليه، حيث يحتاج إلى 40 ألف ليرة يومياً للمواصلات، أي 800 ألف ليرة شهرياً، وهو ما يعادل أكثر من ثلثي راتبه.

عصام: قرار منعنا من استخدام باصات المبيت جاء لزيادة الضغوط المادية علينا، أحتاج أن أدفع يومياً 40 ألف ليرة أجور مواصلات، أي 800 ألف ليرة شهرياً تقريباً وهو ما يعادل أكثر من ثلثي راتبي.

ويعمل "عصام" وزملاؤه المنقولون، البالغ عددهم 70 شخصاً، في مكان غير مجهز، عبارة عن غرفتي حراسة تفتقران إلى الكراسي والمأوى المناسب من الشمس والبرد.

ويضيف "عصام" أن محاولاتهم للاعتراض على هذه الإجراءات قوبلت بتعامل غير لائق، حيث تم توقيفهم في الساحة لساعات طويلة وتفتيشهم بدقة، ثم رُفضت مقابلتهم رغم أن عدد المتضررين تجاوز 200 موظف.

أما "مدحت"، الذي كان يعمل مع "عصام" في شركة محروقات بانياس، فقد تم نقله إلى محطة الزيوت جنوبي مدينة طرطوس، قرب منطقة الهيشة، ما زاد المسافة التي يقطعها يومياً إلى 60 كيلومتراً، ويستغرق الوصول إلى مكان العمل حوالي 70 دقيقة بالسيارة الخاصة، وعدة ساعات باستخدام وسائل النقل العامة. ويعتقد "مدحت" أن الهدف من ذلك هو دفعه إلى الاستقالة، خاصة مع تشديد الرقابة على ساعات الدوام الرسمية، ما يضطره إلى استخدام سيارة نقل خاصة لعدم توفر وسائل النقل العامة، ما يزيد التكاليف المادية.

مدحت: أعتقد أن الهدف هو دفعنا لتقديم استقالة، كما أنهم شددوا على ساعات الدوام الرسمية.

ويوضح "مدحت" أنه في حال استخدام سيارته الخاصة، سيدفع 300 ألف ليرة يومياً للبنزين، وفي حال استخدام وسائل النقل، سيدفع 60 ألف ليرة على الأقل، وفي كلتا الحالتين، فإن أجور النقل لا تتناسب مع الراتب الجديد، حتى بعد زيادته الأخيرة ليصبح نحو مليون ليرة.

"أديب"، من جهته، يضطر يومياً لمشاهدة زملائه يعبرون أمامه بباص المبيت، بينما ينتظر وسيلة نقل تقله إلى عمله، حيث أُجبر على النزول من مبيت الشركة بسبب تعليمات إدارية تمنع أصحاب من استخدامه. ورغم أن "أديب" لم يُنقل خارج سادكوب، إلا أنه نقل إلى قسم الصيانة الذي يتطلب أعمالاً مجهدة لا تتناسب مع سنه ووضعه الصحي، حيث يعاني من انتكاس في فقرات عموده الفقري. ورغم ذلك، مُنع من استخدام باص المبيت ونُقل إلى قسم يتطلب أعمالاً مجهدة.

أديب: نقلوني إلى قسم فيه أعمال مجهدة لا تتناسب مع عمري ولا مع وضعي الصحي ومنعوني من استخدام باص المبيت.

ويتفق الموظفون الثلاثة على أن هذه الإجراءات تهدف إلى دفعهم إلى الاستقالة وإفساح المجال أمام موظفين جدد، حيث تعاقدت شركة محروقات مع موظفين جدد براتب 300 دولار شهرياً، بينما لا يتجاوز راتب الموظفين القدامى 100 دولار حالياً.

يذكر أن حكومة تصريف الأعمال منحت آلاف الموظفين الحكوميين إجازات مأجورة لمدة 3 أشهر، تم تمديدها لمرتين قبل أن تُعلن الحكومة إيقافها ودعوة الموظفين للالتحاق بوظائفهم مع بداية أيلول الجاري، مع عدم التمديد للعقود.

مشاركة المقال: