كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن موقف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، الداعي إلى اتفاق سياسي يضمن حماية الدروز في سوريا، جاء استجابة لطلب من غالبية مشايخ الدروز في السويداء المتمسكين بالنسيج الاجتماعي السوري.
أوضحت المصادر أن مشايخ السويداء يؤيدون بأغلبيتهم الدولة السورية، ويرفضون المبادرات الانفصالية التي طرحها الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري. وطلبوا من القيادات الروحية والعلمانية في إسرائيل تفهم هذا الموقف واحترامه، والمساعدة في التوصل إلى تفاهمات مع الحكومة السورية لتصحيح مسارها مع الدروز في السويداء، والامتناع عن دعم القوى الانفصالية.
وكان الشيخ طريف قد صرح لقناة «يورو نيوز» بأن الدروز في إسرائيل دعاة سلام، لكنهم غاضبون مما تعرض له أهلهم في السويداء من مذابح. ورفض اتهام حكومة أحمد الشرع أو البدو بالمسؤولية، مشيراً إلى أن الدروز في سوريا عانوا من عسف النظام في أيام بشار الأسد، لكنهم يعتبون على النظام الحالي لعدم حل المشكلة حتى الآن. واعتبر أن الاعتداءات الرهيبة نفذتها أقلية من العصابات الإجرامية التي لا تمثل النظام أو البدو، رغم استخدامها دبابات ومجنزرات وطائرات مسيرة يفترض أنها تابعة للحكومة.
انتقد الشيخ طريف الحكومة لعدم نجاحها في إعادة نحو 700 مخطوف درزي، بينهم 100 امرأة و200 طفل، وعدم تمكين عودة المهجرين عن 40 قرية، وعدم السماح بدفن القتلى وفك الحصار وضمان دخول المواد الغذائية والوقود والماء والكهرباء، وعدم محاسبة المجرمين. وأشاد بالتدخل الإسرائيلي في وقف المذبحة، مؤكداً أنه لولا هذا التدخل لأُبيدت الطائفة الدرزية في سوريا. وأضاف أنه زار بلجيكا والتقى قادة الاتحاد الأوروبي ومسؤولين أميركيين كباراً، ويطالب بممر آمن من إسرائيل إلى السويداء لإدخال المساعدات الإغاثية، بعد عدم استجابة الأردن لطلب مماثل.
وكان الشيخ حكمت الهجري قد جدد التأكيد على أن حق تقرير المصير في السويداء حق مقدس تكفله المواثيق الدولية. واعتبرت مصادر إعلامية مطالبة الشيخ موفق طريف الحكومة السورية بإظهار نيات حسنة تجاه الدروز، سعياً لاستعادة الثقة، وأن يتم إعطاء الدروز حقهم ضمن إطار الدولة السورية، شرخاً بينه وبين الشيخ الهجري الذي يطالب بتدخل إسرائيل وحق تقرير المصير والانفصال.
أكدت المصادر السياسية أن موضوع الدروز والأقليات في سوريا سيُطرح في اللقاء المقبل بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر. وأشار الشيخ طريف إلى تلقيه اتصالات من رؤساء روحيين مسيحيين وعلويين في سوريا، يناشدونه الاهتمام بأوضاعهم وإغاثتهم.
وفي رد على سؤال بشأن التضامن مع دروز سوريا، شرح الشيخ طريف عقيدة «حفظ الإخوان» التي تقيم بموجبها الطائفة نشاطات تعاضد مع الدروز المحتاجين. وأشار إلى أن دراسة في جامعة تل أبيب أظهرت أن 82% من الدروز في إسرائيل مستعدون للتضحية بحياتهم لمناصرة أشقائهم الدروز، وأن 77% مستعدون لحمل السلاح والقتال إلى جانبهم، وأن الكثير منهم تربطهم وشائج قربى من الدرجة الأولى مع الدروز في سوريا.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الشرق الاوسط