الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 04:37 PM

اتفاقيات جديدة مرتقبة بين سوريا وقطر: تعزيز التعاون والاستثمارات في إعادة الإعمار والبنية التحتية

اتفاقيات جديدة مرتقبة بين سوريا وقطر: تعزيز التعاون والاستثمارات في إعادة الإعمار والبنية التحتية

يشهد التعاون السوري القطري تطوراً ملحوظاً على مختلف الأصعدة، مدفوعاً بعلاقات متبادلة قوية بين البلدين، مع زيادة ملحوظة في الاستثمارات القطرية في سوريا ودعم الدوحة لدمشق. صرح مستشار الرئاسة للشؤون الإعلامية، أحمد موفق زيدان، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية “قنا”، بأن العلاقات بين دمشق والدوحة تمر بأزهى عصورها، كاشفاً عن تحضيرات لإبرام اتفاقيات جديدة تركز على إعادة الإعمار والبنية التحتية.

أكد زيدان أن الشعب السوري لن ينسى موقف دولة قطر التاريخي الداعم لقضيته في مختلف المراحل، ومساندتها السياسية والإنسانية حتى اللحظات الأخيرة، مشيراً إلى أن قطر كانت من بين الدول التي زارها الرئيس أحمد الشرع في إطار الانفتاح السياسي الأخير. وأوضح أن الدعم القطري لسوريا لم ينقطع على الصعد السياسية والاقتصادية والإنسانية، حيث لعبت الشركات القطرية دوراً ريادياً، خاصة في قطاع الطاقة، كما ساهمت الدوحة في دعم قطاعي التعليم والصحة، وكان لها حضور فاعل في برامج إعادة الإعمار.

واعتبر زيدان أن الدعم الاقتصادي الذي تقدمه قطر يمثل تثبيتاً للدولة السورية وتعزيزاً لمشروعها العروبي النهضوي، مؤكداً أن عودة سوريا إلى الحضن العربي وعودة الحضن العربي إليها يمثل تكاملاً يترجم عبر الاستثمارات والمنح وبناء البنية التحتية. وشدد على أن توفير الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء أو المساهمة في تخفيف البطالة وخلق فرص العمل هو دعم استراتيجي ينعكس بشكل مباشر على حياة السوريين، ويساعدهم على الاندماج مع أشقائهم في الخليج العربي.

وفي سياق متصل، بحث وزير الطاقة السوري محمد البشير مع وزير الدولة لشؤون الطاقة في دولة قطر، سعد بن شريدة الكعبي، سبلَ تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في قطاعي النفط والغاز. وناقش الجانبان سبلَ تبادل الخبرات الفنية والهندسية، والاستفادة من التجارب الرائدة لشركة “قطر للطاقة” في تطوير مشاريع البنى التحتية، وآفاقَ الاستثمار المشترك في المشاريع المستقبلية، وسبلَ دعم جهود تطوير قطاع الطاقة في سوريا. وأكد الوزيران أهميةَ مواصلة التشاور والتنسيق المستمر لتعزيز فرص التعاون العملي، ومواكبة التطورات المتسارعة في قطاع الطاقة العالمي، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وفقا لما نقلته الإخبارية السورية.

من جهة أخرى، أكد القائم بأعمال السفارة القطرية في دمشق، خليفة بن عبد الله آل محمود، أن المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تقدمها دولة قطر للشعب السوري تأتي في إطار دعمها المستمر والتزامها بالعمل مع سوريا لوضع خطط مستقبلية لمشاريع تنموية. وأوضح أن آخر هذه المساعدات شمل وصول طائرة تابعة للقوات الجوية القطرية إلى مطار دمشق الدولي، محمّلة بـ 12 طنًا من المعدات الطبية الدقيقة، مقدَّمة من مؤسسة “سدرة للطب” وجهات قطرية أخرى، ضمن مبادرة “سوريا أبشري” لدعم القطاع الصحي. وكشف عن تجهيز قافلة مساعدات مكوَّنة من 22 شاحنة، مقدَّمة من الهلال الأحمر القطري وشركائه، تحمل ما يقارب 90 طنًا من الأجهزة والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية، بقيمة إجمالية تزيد على 45 مليون ريال قطري، في طريقها إلى سوريا. وأشار إلى أن هذه الشحنة تشمل أكثر من 1250 جهازًا طبيًا، من بينها أجهزة دعم تنفسي، وتحاليل مخبرية، وغسيل كلى، وأجهزة تصوير طبي، ومن المتوقع أن تسهم بشكل ملموس في تحسين جودة الخدمات الصحية والظروف الإنسانية.

وفي سياق منفصل، وصل وفد إماراتي إلى سوريا، برئاسة رجل الأعمال خلف الحبتور، حيث بحث مع وزير السياحة السوري، مازن الصالحاني، آفاق الاستثمار السياحي بين البلدين، إضافة إلى الفرص والمشاريع الاستثمارية في سوريا، وتناول الجانبان، آلية تنشيط السياحة الاستثمارية في سوريا، ودراسة أوضاع المطاعم والتراخيص السياحية. ‏وطرحت الوزارة خلال الاجتماع عدداً من المشاريع السياحية للاستثمار، مثل أرض كيوان في دمشق، وجول جمال في اللاذقية، ومشروع فندق القلعة في حلب. وسبق أن ناقش محافظ دمشق ووزير النقل، مع وفد من شركة “الوطنية للاستثمار” الإماراتية، سبل تنفيذ مشروع مترو دمشق. يشار إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني، وقّعت اتفاقية لاستثمار الإعلانات في مطار دمشق الدولي مع شركة “فليك” الإماراتية للإعلان الطرقي، وذلك في إطار خطط الهيئة لتطوير بيئة الاستثمار في قطاع النقل الجوي، وتعزيز استثمار موارد المطارات السورية.

مشاركة المقال: