الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 07:32 PM

أكساد تدرب كوادر زراعية على تحليل التربة بتقنيات الاستشعار عن بعد

أكساد تدرب كوادر زراعية على تحليل التربة بتقنيات الاستشعار عن بعد

بالتعاون مع وزارة الزراعة السورية، نظم المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) دورة تدريبية في مقره بالصبورة بريف دمشق، استهدفت 31 من كوادر الوزارة من مختلف المحافظات وطلاب الهندسة الزراعية. تناولت الدورة مجال حصر وتصنيف التربة وتحليلها باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية GIS.

ركزت محاور الدورة، التي استمرت ثلاثة أيام، على التعريف بخبرة "أكساد" في تحليل التربة وتصنيفها باستخدام هذه التقنيات، وأساليب تأهيل الأراضي المتدهورة في البادية السورية، ومعارف أساسية عن نظم المعلومات الجغرافية GIS، والاستشعار عن بعد، وسبل تحليل الصور الفضائية، والتطبيقات البرمجية لتحليل بيانات التربة، ودمج بيانات الاستشعار عن بعد مع خرائط التربة الدقيقة.

وأشار المحاضرون إلى دور انجراف التربة في تحديد الخصائص التصنيفية للترب وانعكاساتها على رسم الخرائط، وطرق إعادة تأهيل المراعي، واستخدامات تقانات حصاد مياه الأمطار في تنميتها، وتحديد مستويات التدهور في المراعي الطبيعية باستخدام الاستشعار عن بعد، وكيفية تطبيق تقنيات GPS للوصول إلى قطاعات التربة.

أكد معاون وزير الزراعة، أيهم عبد القادر، أن استخدام التقنيات الحديثة كنظام المعلومات الجغرافية (GIS) والاستشعار عن بعد في تصنيف الأراضي الزراعية وتحليل خصائص التربة، يعد من أبرز الطرق الفعالة والجيدة والأقل تكلفة، في ظل صعوبة وصول الفرق الميدانية إلى كل الأراضي في سوريا، وأخذ عينات من كل الترب ومعرفة جودتها وإنتاجيتها.

وأوضح عبد القادر أن هذه التقنيات، التي تعتمد على التصوير الصناعي والبرامج المتقدمة لتحليل صور الأقمار الصناعية، تساهم في التخطيط الواعي والمنظم وفق أسس وبيانات دقيقة عن حالة الأراضي الزراعية، ومدى تعرضها للأضرار نتيجة التغيرات المناخية وحدودها ومساحتها ومدى انتشارها.

كما لفت معاون الوزير إلى أن تنظيم هذه الدورات سيساهم في تأهيل الكوادر الزراعية وتطويرها بالشكل المناسب الذي يلبي احتياجات هذا القطاع ويزيد من إنتاجيته من خلال المعارف والمهارات النظرية والعملية اللازمة التي اكتسبوها في تحليل خصائص التربة والحصول على بيانات دقيقة عن المراحل التي مرت بها.

من جانبه، أوضح مدير إدارة الثروة الحيوانية في المركز، محمد ‏النصري، أن المعارف والتطبيقات العملية التي سيكتسبها المتدربون سترفع من كفاءتهم في استخدام الأدوات الحديثة بجمع العينات الميدانية من التربة، وتحليلها مخبرياً، وتمكينهم من إجراء دراسات حصر وتصنيف لها، وتحليل البيانات وربطها بملاءمة الأراضي للمحاصيل المختلفة.

وفي تصريح لمراسل سانا، اعتبر رئيس برنامج المراعي والموارد الحراجية في "أكساد"، محي الدين قواص، أنه من الضروري أن تكتسب كوادر وزارة الزراعة أو الهندسة الزراعية التقنيات الحديثة للنهوض بالقطاع الزراعي وتحسين جودته ومعرفة مكامن الخلل والعمل على تحديد الخطط اللازمة لمواجهة التحديات التي يمكن أن تواجه هذا القطاع، مبيناً أنها يمكن أن تقدم مؤشرات دقيقة عن درجة الرعي في المناطق الزراعية والبيئية، ومدى تدهور التربة والأماكن التي تتطلب تدخلاً مباشراً لوقف هذا التدهور وإعادة تأهيل الترب أو الأراضي واستصلاحها.

أكد مدير إدارة الأراضي واستعمالات المياه في "أكساد"، الدكتور أكرم البلخي، أهمية بناء القدرات الفنية للمتدربين في تحديد هوية التربة ومدى صلاحيتها، والوصول إلى خارطة دقيقة عن واقع التربة والأراضي الزراعية، وإعداد تقارير فنية دقيقة ومفصلة، يمكن استخدامها من قبل صناع القرار في التخطيط الزراعي.

وأشار نائب مدير إدارة الأراضي واستعمالات المياه ورئيس برنامج استدامة الأراضي وتصنيفها في "أكساد"، أحمد سيد أحمد، إلى أن هذه الدورة مهمة لشريحة المهندسين الزراعيين وطلاب الجامعات في اكتساب مهارة استخدام هذه التقنيات التي تساهم في تحقيق التخطيط الزراعي المستدام بأقل التكاليف وتوفير المقومات اللازمة للتنمية الزراعية الشاملة من خلال دراسة واقع الترب وتحليلها وتحديد الخطط اللازمة ومدى الاستجابة المطلوبة.

وتنظم "أكساد" بشكل دوري سلسلة من الدورات التدريبية التي تساهم في تأهيل الكوادر الزراعية السورية والتعرف على الخبرات والنماذج العملية التي مرت بها العديد من الدول العربية والأجنبية بما يلبي احتياجات القطاع الزراعي في سوريا، وتساعد على النهوض به نحو الأفضل في ظل التحديات التي واجهها على صعيد الدمار الذي طاله خلال السنوات الماضية أو موجة الجفاف والحرائق التي ألحقت أضراراً في مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

يذكر أن منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) تأسست في عام 1968 في دمشق بالجمهورية العربية السورية، وهي منظمة عربية متخصصة تعمل ضمن إطار جامعة الدول العربية، ومن أهم أهدافها تطوير البحث العلمي الزراعي في المناطق الجافة وشبه الجافة وتبادل المعلومات والخبرات على نحو يمكن من الاستفادة من ثمار التقدم العلمي ونقل وتطوير وتوطين التقانات الزراعية الحديثة بغية زيادة الإنتاج الزراعي في هذه المناطق.

مشاركة المقال: