أثار إسقاط طائرات مسيّرة روسية فوق الأراضي البولندية قلقاً في الأوساط السياسية الألمانية، مع تحذيرات من تصعيد محتمل للحرب في أوكرانيا.
أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن جزءاً كبيراً من هذه المسيّرات أُطلق مباشرة من الأراضي البيلاروسية، في سابقة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات، بينما أشارت تقارير إلى دخول المسيّرات المجال الجوي من أوكرانيا.
أعلنت وارسو عن رصدها 19 انتهاكاً على الأقل، في حين ذكرت بيلاروسيا أنها أسقطت طائرات مسيّرة انحرفت عن مسارها نتيجة لعمليات اعتراض.
النائب المحافظ نوربرت روتغن (CDU) أكد وقوف ألمانيا إلى جانب بولندا، مطالباً موسكو باعتذار رسمي وتعزيز قدرات الدفاع ضد المسيّرات. من جهته، شدد الاشتراكي الديمقراطي أيديس أحمدوفيتش (SPD) على أن برلين ستقيّم الموقف بالتنسيق مع شركاء الناتو، محذراً من "الاستفزازات الروسية".
أنطون هوفرايتر، القيادي في حزب الخضر، رأى أن روسيا "تختبر مجدداً حدود قدرتها على التصعيد"، معتبراً أن تردد الغرب يشجعها على المضي قدماً، ودعا إلى تشديد العقوبات الأوروبية وتقليل الاعتماد على واردات اليورانيوم الروسي.
ماري-أغنيس شتراك-تسيمرمان (FDP)، رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الأوروبي، وصفت اختراق أكثر من 20 طائرة مسيّرة لمسافة تفوق 100 كيلومتر داخل بولندا بأنه "مستوى جديد من التصعيد"، مطالبة برد واضح من حلف الناتو لحماية ثقة دول الجبهة الشرقية بالتحالف.
النائبة اليسارية ليا رايسنر وصفت الحادث بأنه "انتهاك خطير للقانون الدولي"، محذرة من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع.
تعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها التي تُسقط فيها المسيّرات الروسية داخل بولندا، بعد أن كانت تقتصر في السابق على سقوطها داخل أراضيها دون تدخل عسكري.