في بودكاست خاص مع "فوربس الشرق الأوسط"، صرح وزير الاقتصاد والصناعة، محمد نضال الشعار، برؤيته حول سيناريوهات إعادة الإعمار في سوريا، مؤكداً أن سوريا ستطور نموذجها الاقتصادي الخاص.
أوضح الشعار أن الدولة لا تنوي القيام بخصخصة شاملة، بل ستقتصر على حالات محدودة للأصول التي تشكل عبئاً عليها. ونقلت منصة "سوريا الآن" مقتطفات من حوار الوزير مع "فوربس"، حيث اعتبر الشعار أن النموذج السنغافوري لا يتناسب مع سوريا، وينطبق هذا على جميع النماذج الأخرى المقترحة.
أشار الشعار إلى أن تصريح وزير الخارجية، أسعد الشيباني، في بداية العام، حول استلهام الحكومة من تجربة سنغافورة، قد انتشر على نطاق واسع واعتبر جزءاً من رؤية الحكومة الحالية في دمشق. إلا أن الشعار أكد أن النموذج السنغافوري لا يلائم سوريا، ولا أي نموذج آخر مثل المالي أو الكوري الجنوبي أو الألماني بعد الحرب العالمية الثانية.
وعزا الوزير ذلك إلى اختلاف الواقع في سوريا عن تلك التجارب، مشيراً إلى الإرث الحكومي الممتد لـ 60 عاماً، والذي أنتج تراكمات كبيرة. وذكر أن هذه التجارب لم تشهد وجود 10 ملايين مهجر كما هو الحال في سوريا.
كما تحدث الوزير عن تجربة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث دمرت المنازل والبنية التحتية، لكن المستوى المعرفي بقي كما هو. وأوضح أن ألمانيا حافظت على مستواها المعرفي العالي بعد الحرب، بينما الوضع في سوريا مختلف، حيث فقدت المهارة والمعرفة وغُيبت عن العالم.
وفي سياق آخر، أكد الوزير أن الحكومة لا يمكن أن تصل إلى كفاءة القطاع الخاص إلا في مجال الدفاع، ولذلك تطرح الحكومة السورية الآن جميع مصانع الدولة للاستثمار وليس للبيع، مؤكداً رغبتهم في الشراكة مع القطاع الخاص في النهضة الاقتصادية في سوريا.
وأوضح الوزير أن القطاع الخاص سيصبح شريكاً للدولة، أي شريكاً للشعب، في العملية الإنتاجية، وسيخضع لرقابة الدولة لتحقيق النهضة الاقتصادية. وشدد على أن الحكومة لن تقوم بالخصخصة، بل بشراكة مع القطاع الخاص، ولن يتم بيع أصول الدولة إلا في الحالات التي يكون فيها الأصل عبئاً على الدولة.