الإثنين, 15 سبتمبر 2025 01:34 AM

السيّالات: حلوى شعبية سورية تجسد نهاية المواسم الزراعية وتجمع الأحبة

السيّالات: حلوى شعبية سورية تجسد نهاية المواسم الزراعية وتجمع الأحبة

لا تكتمل مواسم الزراعة والحصاد في الريف السوري دون الاحتفاء بأكلة "السيّالات". تعتبر السيّالات من الأكلات الشعبية التقليدية القديمة التي تميز الأرياف السورية، حيث تُعرف بهذا الاسم وتقدم كحلوى أو كوجبة بسيطة.

يقول سليمان خليل، إن لتحضير السيّالات طقوسًا خاصة، حيث تجتمع العائلة حول موقدة الصاج، وتشاهد قطع العجين الدائرية وهي تتراقص بين الأيدي، طرية ولينة كالحرير. كان إعدادها علامة على انتهاء مواسم الخير المتنوعة، حيث يحتفل بها البعض عند انتهاء الحصاد، والبعض الآخر بعد قطاف التبغ أو الزيتون وغيره. في بعض المحافظات، تُعرف السيّالات باسم "اللزاقيات"، حيث تُسكب العجينة على الصاج ناعمة وطرية.

تحظى السيّالات بشعبية كبيرة لسهولة تحضيرها. اعتادت العائلات على صنعها كطبق فريد يزين الجلسات، كونها إحدى الحلويات القديمة. ولا تزال العديد من الجدات والأمهات يحافظن على إعداد هذه الأكلة كتقليد سنوي عامر بالمحبة والألفة، تنتقل كحلوى شعبية متوارثة عبر الأجيال، وكانت تقدم للضيوف في المناسبات.

إضافة إلى ذلك، تعد السيّالات علامة على انتهاء المواسم، حيث كان يحرص الفلاحون على دعوة الأهل والجيران لتناولها. تحتوي السيّالات على مواد مفيدة تمد الجسم بالطاقة والحيوية، وتتميز ببساطة مكوناتها وطريقة تحضيرها، حيث تتكون من طحين القمح والماء. يتم خلطهما وتحريكهما ليتكون خليط سائل متجانس يصب فوق الصاج الساخن، فيسيل المزيج ويشكل قطعة دائرية بسماكة حوالي نصف سنتيمتر متماسكة، تترك حتى تمام النضج، وتنزع عن الصاج عن طريق مقشط معدني وتدهن بالسمن، ثم يرش فوقها السكر قبل أن تبرد لضمان ذوبان السكر عليها. بعد ذلك، تترك حتى تمتص العجينة خليط السمن البلدي مع السكر وتصبح جاهزة للأكل، مع الإشارة إلى أنه من الممكن لف السيالة على شكل مبروم أو تقطيعها إلى قطع مربعة.

هناك من يفضل أكلها سادة دون إضافة السمن والسكر والجوز، والبعض يأكلها مدهونة بزيت الزيتون. يبقى القديم جميلاً بكل شيء فيه، بطعمه وجمعة الأحبة التي يشتاق لها الجميع. إن روح هذه الأكلة وغيرها من الأكلات والعادات التي تربينا عليها في الأرياف السورية ليست بفخامتها وغلاء مكوناتها، بقدر ما هي المحبة الحقيقية فيها، المحبة التي تجمع البيوت وتجمع الناس وتطوق قلوبهم بعقد الألفة السورية الأصيلة التي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظها وتبقى نقية صافية مكللة بالخير والمحبة والسلام.

(موقع أخبار سوريا الوطن-2)

مشاركة المقال: