السبت, 13 سبتمبر 2025 03:35 AM

عدوان إسرائيلي يستهدف المتحف الوطني اليمني بصنعاء ويُلحق أضراراً جسيمة

عدوان إسرائيلي يستهدف المتحف الوطني اليمني بصنعاء ويُلحق أضراراً جسيمة

في تكرار لما حدث في قطاع غزة، استهدفت إسرائيل مواقع أثرية وتاريخية في اليمن خلال عدوانها على البلاد.

المتحف الوطني اليمني في العاصمة صنعاء، الذي تأسس عام 1971 ويضم 75 ألف قطعة أثرية، لم يسلم من القصف الإسرائيلي، على الرغم من كونه هدفًا مدنيًا، بخلاف ادعاءات تل أبيب باستهداف مواقع عسكرية تابعة لجماعة أنصار الله.

تعرض المبنى لأضرار جسيمة نتيجة الغارة التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية، يوم الأربعاء، على العاصمة اليمنية صنعاء.

خطر جسيم

أفادت وزارة الثقافة اليمنية التابعة للحوثيين بأن الغارات الإسرائيلية ألحقت أضرارًا بالغة بالمتحف، في حين لا يزال وضع آلاف القطع الأثرية والتماثيل التاريخية المعروضة داخل المتحف غير واضح حتى الآن.

وجهت الوزارة نداء استغاثة عاجلة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو”، بشأن تعرض المتحف الوطني (دار السعادة سابقًا) لأضرار جسيمة، جراء القصف الجوي الإسرائيلي.

أوضحت الوزارة في ندائها أن مبنى المتحف تعرض لأضرار بالغة نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي، ما أدى إلى تضرر المبنى التاريخي بشكل كبير، فضلاً عن تعرض المقتنيات الأثرية “لخطر جسيم”.

أكدت الوزارة أن المتحف الوطني “يعد أحد أبرز رموز الهوية الوطنية اليمنية، وصرحاً ثقافياً وتاريخياً يحفظ بين جدرانه آلاف القطع الأثرية التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من التراث الإنساني المشترك”.

قال عباد الهيال، رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف باليمن، في تصريحات لصحفيين مساء الخميس، إن “الانفجارات كانت هائلة، والحالة كانت مأساوية، بعد أن قصفت طائرات العدوان الإسرائيلي مبنى لصحيفتي سبتمبر- 26، واليمن، فكان للمتحف الوطني جزاء من آثار الدمار الذي لحق به كونه مجاورا للمبنى”.

وعن الأضرار التي لحقت بالمبنى جراء القصف الإسرائيلي، أضاف الهيال: “استطعنا الدخول إلى المتحف وهو مبنى أثري، وبعد القصف الإسرائيلي انهارت جميع النوافذ، وتضررت بعض الأسقف، كما تضررت الواجهة الخلفية للمتحف بشظايا الصواريخ بشكل كبير”.

وأضاف الهيال: “لم نتمكن بعد من تقييم حجم الأضرار التي لحقت بالقطع الأثرية النادرة بسبب القصف الإسرائيلي”.

خاطب الهيال العالم والمؤسسات الحضارية والثقافية، قائلاً: “بغض النظر عن الجهة الحاكمة في صنعاء، إلا أن المتحف الوطني تراث إنساني للأجيال اليمنية جميعا ولكل الأطياف، ويجب أن يندد كل القائمين على الثقافة والآثار في العالم بهذا العمل الإجرامي”.

كما دعا إلى “تقديم العون الغير المشروط، من أجل الحفاظ على هذا الموقع وبقية المواقع الأثرية في اليمن”.

يذكر أن إسرائيل قد دمرت أغلب المواقع الأثرية في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين منذ نحو عامين.

حضارة اليمن

شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على صنعاء، ومحافظة الجوف (شمال شرق)، أسفرت عن 35 شهيدا و131 جريحا، حسب وزارة الصحة بحكومة الحوثيين (غير معترف بها دوليا) والذي نقلته قناة “المسيرة” التابعة للجماعة.

المتحف الوطني إلى جانب متحف الموروث الشعبي المجاور له تعرضا للإغلاق في 2011، تزامنا مع المظاهرات التي اندلعت ضد نظام الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح.

تعثرت إعادة فتح المتحفين نتيجة ظروف الحرب بين القوات الحكومية والجماعة، المستمرة منذ نهاية عام 2014، لكن الجماعة اليمنية أعلنت في أبريل/ نيسان 2024 افتتاحهما بعد إغلاقهما منذ 2011.

يضم المتحف أكثر من 75 ألف قطعة يعود تاريخها إلى عصور تاريخية يمنية سحيقة، وهي تواجه أخطارا جسيمة جراء القصف الإسرائيلي.

يحتوي المتحف على مجموعة قطع أثرية ونقشية تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، وتمثل ذخرًا حقيقيًا للدراسات الأثرية والتاريخية للحضارة اليمنية، من بينها تمثال معد كرب الذي يعود لما بين القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد.

في الطابق الثاني من المتحف يتم عرض قطع أثرية ونقوش من تاريخ ممالك اليمن القديم، ولكل مملكة منها جناح مستقل، ومنها سبأ، وحمير، ومعين، وحضرموت.

كان المتحف الوطني يضم قسمًا خاصاً بالمومياء، إلا أن مضي فترة طويلة على إغلاق المتحف جراء الحرب الراهنة، وعدم صيانة المومياوات تسبب في تلفها.

يأتي استهداف إسرائيل للمتحف، عقب اغتيالها رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي، مع عدد من الوزراء بقصف على صنعاء، في 28 أغسطس/ آب الماضي.

يهاجم الحوثيون إسرائيل بصواريخ وطائرات مسيّرة، ويستهدفون سفنا مرتبطة بها أو متجهة نحوها، ويقولون إن هجماتهم تأتي ردا على الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.

مشاركة المقال: