الأحد, 14 سبتمبر 2025 10:40 AM

في ريف حماة الجنوبي: مزارعون يتحدون الصعاب في زراعة الملفوف

في ريف حماة الجنوبي: مزارعون يتحدون الصعاب في زراعة الملفوف

يواصل المزارعون في ريف حماة الجنوبي زراعة الملفوف في حقولهم الممتدة، متحدين العديد من الصعوبات، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الإنتاج وتحديات التسويق.

المزارع وهيب نايف درغام، صاحب مشتل زراعي لشتول الملفوف في بلدة تومين، أوضح لمراسل سانا أنه مع بداية فصل الخريف، يبدأ المزارعون في جرجسية وتومين وحربنفسه والبيه وغيرها من قرى ريف حماة الجنوبي في تجهيز الأراضي لزراعة الملفوف الشتوي. وأشار إلى أن المنطقة تتميز بتربة خصبة ومناخ معتدل، مما يجعلها بيئة مثالية لزراعة هذا المحصول الذي يعتبر مصدراً هاماً للدخل للعديد من العائلات.

وعن طريقة زراعة بذور الملفوف، قال درغام: "أزرع البذور في مساكب على عمق حوالي 1 سم في تربة خصبة، وعندما تصل الشتلات إلى طول 7 سم بعد حوالي 4 إلى 6 أسابيع، تصبح جاهزة للزراعة، حيث أبيعها للفلاحين لزراعتها في الحقول الخارجية المفتوحة".

من جانبه، تحدث المزارع عزوان السلوم من أهالي قرية جرجيسة عن مراحل زراعة الملفوف قائلاً: "تجري حراثة الأرض وتقليبها جيداً، ثم تُزرع الشتلات في خنادق بعمق 5 سم مع ترك مسافة 30 سم بين كل شتلة وأخرى، ويُسقى الملفوف بانتظام، وخاصة في مراحل النمو الأولى، مع الحرص على عدم تشبع التربة بالماء لتجنب تعفن الجذور".

وأضاف: "بعد 90 يوماً من الزراعة تكتمل رؤوس الملفوف وتصبح متماسكة، ويصبح الموسم جاهزًا للحصاد والتسويق في الأسواق المحلية، حيث يُعد الملفوف منتجاً مطلوباً بسبب جودته العالية وقيمته الغذائية". وأكد على استخدام طرق المكافحة الطبيعية النظيفة لحماية المحصول من الآفات وضمان منتج صحي.

يواجه المزارعون العديد من التحديات، كما ذكر المزارع خالد فطراوي من جرجيسة، مثل ارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية وأسعار الأسمدة والمحروقات وأجور الفلاحة، مما يزيد من تكاليف الإنتاج ويقلل من هوامش الربح. وأشار إلى وجود صعوبات في تسويق المحصول بسبب عدم توافر وسائل نقل مناسبة للوصول إلى الأسواق الرئيسية.

وطالب فطراوي بتقديم الدعم للمزارعين، وخاصة في ظل التغيرات المناخية وتراجع كميات الأمطار، الأمر الذي أدى إلى زيادة التكاليف نتيجة الاعتماد على الري.

وبحسب المهندس حسن العلي رئيس دائرة زراعة حر بنفسه، يُعتبر محصول الملفوف من المحاصيل الشتوية الأساسية ضمن الخطة الزراعية في مناطق جنوب المحافظة. وأوضح أن الملفوف يُزرع على مساحات واسعة، ويعتمد عليه السكان كمصدر دخل مهم في المنطقة، وتولي مديرية الزراعة في حماة اهتماماً خاصاً بهذا المحصول، من خلال تقديم الدعم الإرشادي والفني للمزارعين، وتعريفهم بطرق وتقنيات الزراعة الحديثة.

وطالب رئيس الوحدة الفلاحية في جرجيسة، محمد علي السلوم، بتوفير الدعم المادي والفني من خلال توزيع الأسمدة والبذور المدعومة، وتقديم الاستشارات الزراعية المجانية، وإعادة تأهيل شبكات الري وتوفير وتسهيل عمليات التسويق بإنشاء أسواق مركزية وتوفير وسائل نقل مناسبة وتعزيز الزراعة المستدامة التي تراعي التغيرات المناخية وتحافظ على الموارد.

ورغم التحديات والصعوبات، يصر المزارعون على مواصلة العمل بأرضهم مؤمنين بأن الأرض ستكافئهم بخيرها، ومع بداية كل موسم زراعي يتجدد الأمل بأن تحمل الجهود المبذولة ثمارها، ففي بلادنا الزراعة ليست مجرد مهنة، بل هي إرث نحو غد مشرق.

أخبار سوريا الوطن١-سانا

مشاركة المقال: