د.لينا الطبال: نقف من جديد على حافة البحر، نتهيأ للإبحار لكننا لا ننطلق. كان المفترض أن يبحر "أسطول الصمود"، لكن القصة تبدو أكبر من قدرة الشرق الأوسط على تحملها.
في المرة الأولى لم نبحر، وفي المرة الثانية والثالثة أيضاً، تم إطلاق سرب من المسيّرات الإسرائيلية علينا. وجدنا أن نصف السفن معطلة، والنصف الآخر يعاني من "أعطال تقنية مفاجئة"، وهي عبارة تعني غالباً أن أحدهم أراد لها أن تتعطل.
الليلة الماضية، بدا كل شيء جاهزاً. المهندسون أصلحوا ما يمكن إصلاحه، والنشطاء استعدوا، والبحر كان هادئاً بشكل غريب ويدعونا إلى الإبحار. ذهبنا إلى السفن، لكن القباطنة لم يأتوا، وتونس تحت ضغط أمريكي.
نعم، هناك بعض قباطنة قد تخلفوا عن الموعد. هل هذا طبيعي؟ لا. هل هناك تفسير منطقي؟ لا. هل هو جزء من خطة لتعطيل الإبحار؟ على الأرجح، نعم. لا تبحث عن الصدفة، فالصدفة نادرة في السياسة.
الناشطون من الكويت، من البحرين، من عمان، المغرب، أميركا، أوروبا، كلهم هنا. المحامون والسياسيون والأطباء جاؤوا أيضاً، والولايات المتحدة تضغط على تونس.
سفينة لا تحمل سلاحاً، ولا حتى زجاجة ماء واحدة من إنتاج إيراني، تُعتبر تهديداً للأمن الدولي. يريدون من تونس أن تمنع الإبحار. في غزة هم ينتظروننا، الشعب المعجزة يتضامن مع أسطول الصمود على الشواطئ ويرفعون اللافتات عليها أسماؤنا، ويكتبون "شكراً لأسطول الصمود".
هل غزة بحاجة إلى شكرنا؟ أو نحن من نحتاج إلى أن تسامحنا غزة على كل هذا التأخير؟ كم مرة يجب أن نخذلها؟ إذا لم نبحر اليوم، سيبحر جزء من الأسطول، لكننا سنبحر!
أخبار سوريا الوطن١-رأي اليوم