الأحد, 14 سبتمبر 2025 05:11 AM

تقنين مياه الري في الرقة يثير غضب المزارعين ويهدد محاصيلهم الصيفية

تقنين مياه الري في الرقة يثير غضب المزارعين ويهدد محاصيلهم الصيفية

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الموارد المائية وانخفاض منسوب بحيرة الفرات بأكثر من ستة أمتار هذا العام، اتخذت إدارة الري التابعة للجنة الزراعة في الرقة إجراءات جديدة لتقنين مياه الري. يهدف هذا النظام إلى توزيع المياه بشكل أكثر عدالة بين المزارعين، إلا أنه أثار استياءً واسعًا بين الفلاحين الذين يرون فيه تهديدًا لموسمهم الزراعي.

يعتبر المزارعون أن هذا التقنين مجحف، خاصة وأن المحاصيل الصيفية، وعلى رأسها الذرة الصفراء، تمر بمرحلة حرجة تتطلب ريًا منتظمًا لضمان نضجها. الفترات المحدودة للري التي يفرضها النظام الجديد تعرض جهود موسم كامل للخطر.

المزارع محمد العكلة من قرية خنيز صرح لـ سوريا 24 قائلاً: "هذا التقنين يهدد معظم مزروعاتنا الصيفية، فالذرة تحتاج إلى ري متواصل في هذه المرحلة، ولكننا مجبرون على الانتظار لفترات طويلة دون ماء، وهذا قد يكلفنا خسارة المحصول بأكمله."

من جانبه، أشار المزارع فاضل العلي من قرية العبارة إلى انعكاسات اجتماعية خطيرة، موضحًا أن "قلة المياه وأيام الري القليلة أدت إلى نشوب نزاعات بين المزارعين حول أولوية الري، فكل فلاح يخشى تلف محصوله في ظل عدم كفاية الحصص المقررة للجميع."

أما المزارع أحمد المحمد من قرية الجلاء، فقد عبّر عن استيائه الشديد، واصفًا القرار بأنه "مجحف ومتعمد لإتلاف المحاصيل." وأضاف: "كان الأجدر أن يتم إبلاغنا منذ بداية الموسم بندرة المياه، لا بعد أن استثمرنا كل ما نملك حتى وصلت المزروعات إلى مرحلة الإثمار."

في المقابل، أوضح مصدر في إدارة الري أن الهدف من النظام ليس إلحاق الضرر بالمزارعين، وإنما مواجهة النقص الحاد في المياه نتيجة للتغيرات المناخية وتراجع الواردات المائية. وحذر المصدر من أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى خروج سد الفرات عن الخدمة بالكامل.

على الرغم من هذه التبريرات، يؤكد مزارعون ورؤساء جمعيات فلاحية أن النظام الحالي لا يراعي الاحتياجات الفعلية للمحاصيل ولا يتوافق مع مراحل نموها الحرجة. وقد شدد رئيس الجمعية الفلاحية في قرية الجدية على ضرورة تعديل القرار سريعًا، محذرًا من أن "خسائر الفلاحين ستكون كبيرة ولا تحتمل، خاصة بعد التكاليف الباهظة التي تكبدوها منذ بداية الموسم."

تبقى قضية مياه الري في الرقة مسألة حيوية ترتبط مباشرة بالأمن الغذائي واستقرار الإنتاج الزراعي، مما يستدعي إيجاد حلول عملية أكثر مرونة توازن بين محدودية الموارد وضرورات الحفاظ على المحاصيل وضمان رزق آلاف العائلات المعتمدة على الزراعة.

مشاركة المقال: