الأحد, 14 سبتمبر 2025 02:35 PM

تفاقم جرائم اختطاف النساء في سوريا يثير القلق ويغذي خطاب الكراهية

تفاقم جرائم اختطاف النساء في سوريا يثير القلق ويغذي خطاب الكراهية

تتواصل ردود الفعل الغاضبة على الجريمة التي استهدفت شابة سورية في سهل الغاب بريف حماة الغربي، مما أعاد إلى الواجهة ملف اختطاف النساء وأجج خطاب الكراهية.

وصفت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، الاعتداء على الفتاة بأنه "جرح عميق يطعن" في قلب المجتمع السوري و"عقوبة جماعية" تهدف إلى إحداث شرخ بين السوريين.

وأكدت الوزيرة، عبر حسابها في «فيسبوك»، أن وزارة الداخلية تتابع التحقيق في القضية، مشيرة إلى أن هذه القضية هي قضية "مجتمع بأكمله".

يأتي هذا التعليق في وقت أكدت فيه مصادر حقوقية لـ«الشرق الأوسط» ازدياد التقارير عن جرائم خطف النساء في سوريا، وخاصة في دمشق وحلب، مشيرة إلى وقوع 5 حالات اختطاف في دمشق خلال أسبوع واحد من شهر أغسطس الماضي.

تعرضت شابة تبلغ من العمر 23 عاماً، من قرية حورات عمورين بريف حماة الغربي، لاعتداء من قبل مجموعة اعترضت طريقها أثناء توجهها إلى عملها في مدينة سلحب بريف حماة، حيث تم اقتيادها إلى أرض زراعية والاعتداء عليها وتركها في العراء، إلى أن قام الأهالي بإنقاذها. وذكرت تقارير إعلامية محلية أن "الجريمة نفذها شخصان مسلحان"، وسط مزاعم بأنهما ينتميان إلى منطقة تقطنها عشائر بدوية، وهو أمر لم يؤكد رسمياً.

أثارت الحادثة موجة غضب واسعة بين أهالي منطقة سلحب، باعتبارها واحدة من جرائم متكررة تستهدف نساء من طائفة معينة، مما أدى إلى تأجيج خطاب الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أن الشابة معيلة لأسرتها الفقيرة.

وبحسب مصادر حقوقية، تقدمت الشابة ببلاغ لدى مخفر شرطة سلحب، ذكرت فيه أن شابين يستقلان آلية زراعية محلية الصنع، قاما بملاحقتها على طريق حورات ـ سلحب، حيث تعمل في محل لصناعة الحلويات. وبعد أن تجاوزاها، عادا إليها ورشّا مادة على وجهها، مما أدى إلى فقدانها الوعي. وبعد الحادثة، تم تحويلها إلى مستشفى السقيلبية الوطني، حيث أكدت لجنة طبية تعرضها لاعتداء.

طالبت المصادر الحقوقية بكشف الجناة في جريمة شابة حورات عمورين، وعدم التستر على هذا النوع من الجرائم، ومنع استثمارها في التحريض الطائفي، ومطالبة السلطات بإظهار جدية أكبر في معاقبة الجناة.

وقالت المحامية منال الزعيم، وهي قريبة لسيدة فُقدت في دمشق في 23 أغسطس الماضي، إن موضوع اختطاف النساء أمر خطير جداً، مشيرة إلى أن أغلب الحالات تستهدف نساء في سن يتراوح بين 25 و35 سنة. ولفتت إلى أن عمليات الخطف لا تتم في مناطق هشة أمنياً فقط، بل في وسط دمشق وحلب ومناطق أخرى.

وحول حادثة اختطاف قريبتها، قالت إن آخر ظهور لها كان في شارع الزاهرة الجديدة، وكانت عائدة من تسجيل طفلها في المدرسة، واستقلت سيارة تاكسي، لكنها اختفت في وضح النهار. وعبّرت الزعيم عن الأسف للفتور الذي واجهه أقارب المختطفة عندما طلبوا مشاهدة تسجيلات كاميرات المراقبة.

وحذّرت الزعيم من خطورة استمرار التعاطي الأمني الفاتر والتراخي في متابعة هذه الجرائم على السلم المجتمعي.

وطالب أهالي قرية «حورات عمورين» وأعمام الشابة الضحية بـ«الكشف عن الفاعلين بأسرع وقت ممكن، من أجل أن ينالوا جزاءهم العادل»، وعدم توجيه اتهام إلى قرية معينة بالجريمة، في إشارة إلى التحريض الطائفي.

وفي هذا الإطار، كشفت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، أن أهل الشابة حمّلوها رسالة تدعو السوريين إلى وقف التحريض والشحن الطائفي وشيطنة الآخر، والتكاتف «يداً بيد في وجه أي فعل إجرامي يهدد بناتنا وأهلنا».

وأكّدت أنها تتابع القضية، وأنها على تواصل مع وزارة الداخلية ووزارة الأوقاف لاتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه هذه الجريمة.

وكانت الوزيرة قبوات استنكرت الجريمة باعتبارها «عقوبة جماعية» تستهدف إضعاف تماسك السوريين، وكسر إرادتهم، وخلق شرخ بينهم، داعية إلى انتظار نتائج التحقيقات.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الشرق الأوسط

مشاركة المقال: