الأحد, 14 سبتمبر 2025 06:04 PM

تحليل عبد الرحمن الراشد: تداعيات هجوم الدوحة وآفاق الحل السياسي للقضية الفلسطينية

تحليل عبد الرحمن الراشد: تداعيات هجوم الدوحة وآفاق الحل السياسي للقضية الفلسطينية

يرى عبد الرحمن الراشد أنه من الضروري التحلي بالواقعية، فالدول العربية التي تربطها علاقات بإسرائيل لن تقطعها، والدول التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية لن تغلقها، ومصر لن تتخلى عن اتفاقية استيراد الغاز، وأبو مازن لن يتخلى عن السلطة في رام الله. هذه التضحيات السياسية باهظة الثمن، وحتى لو قدمتها الدول المعنية، فلن تحصل هي أو الفلسطينيون على تنازلات أو انتصارات مقابلة.

ويتوقع الراشد أن تشهد الأمم المتحدة الأسبوع المقبل جلسات عاصفة تحت عنوان "حل الدولتين"، وستتبعها عملية لحشد تأييد دولي واسع للمشروع السعودي الذي يهدف إلى جعل الدولة الفلسطينية كياناً قانونياً قائماً، حتى وإن رفضته إسرائيل. ويرى أن دعم هذا النشاط المتزايد للوصول إلى نقطة يصبح فيها حل الدولتين مطلباً ملحاً يؤيده المجتمع الدولي، بما في ذلك حلفاء إسرائيل وأصدقاؤها، هو الأجدى من إغلاق القواعد وقطع العلاقات.

ويؤكد أن تضافر الجهود نحو الحل السلمي هو أقوى تأثيراً من تحالف دعاة القتال. فالتاريخ يشهد بأن الخطوات الدبلوماسية ذات المشاريع السلمية تحقق نتائج ملموسة على الأرض. فـ"كامب ديفيد" أعادت سيناء وقناة السويس ووفرت نصف قرن من السلام والاستقرار لمصر. و"أوسلو"، رغم مثالبه، أعاد آلاف الفلسطينيين من المنافي إلى الضفة الغربية، ولولاه لما أمكن الحديث عن دولة فلسطينية.

ويقارن ذلك بما فعلته المنظمات المسلحة مثل "حماس" و"الجبهة الشعبية" و"الجبهة الديمقراطية" و"جبهة التحرير العربية" وغيرها، والتي لم تحقق شيئاً. ويشير إلى أن الأنظمة التي عاشت على وعود المواجهات العسكرية، مثل صدام والأسد والقذافي، لم تحقق تحرير شبر واحد من فلسطين.

ويرى الراشد أن الانكسارات الواسعة التي يعاني منها معسكر المتطرفين، مثل "حزب الله" وإيران والحوثي، ستحيي التفكير العقلاني في التعامل مع القضية الفلسطينية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وفيما يتعلق بإسرائيل، يؤكد أن نتنياهو ليس من أهل الوفاء بالعهود، وأن هجومه على الدوحة لم يكن مفاجئاً. فما زالت تداعيات السابع من أكتوبر هي محرك السياسة الخارجية الإسرائيلية وبوصلتها.

ويشير إلى أن إسرائيل تفضل المعارك العسكرية وتخشى المواجهات السياسية، لأنها قادرة على الانتصار في الحروب، أما العمل السياسي فهو أكثر ما يقلقها ويزعجها، لأنها لا تستطيع ضمان تأييد الإدارة الأمريكية في مواجهات دبلوماسية مدروسة، ولأن الإسرائيليين شبه مجمعين على تأييد الأعمال العسكرية الانتقامية.

ويختتم الراشد بالإشارة إلى أن الطروحات السياسية، مثل حل الدولتين، ستجد قبولاً عند فئة من الشعب الإسرائيلي وستكسب شرائح أكثر مع الوقت، لأن الحل سيقدم الضمانات بدلاً من حروب نتنياهو، أي تأمين أمن الإسرائيليين ومنع تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر. ويرى أن تكتل الدول العربية وراء مشروع واحد سيعزز فرصة الحل السياسي الذي يحقق للفلسطينيين دولتهم، وللإسرائيليين السلام، واعتراف معظم الدول العربية والإسلامية بهم، ويفوت على المتطرفين مبررات العنف.

ويؤكد أننا على مشارف مرحلة لم يسبق أن رأينا مثلها، فما فعله نتنياهو أنه نجح في تدمير خصومه، وفي الوقت نفسه ينزع بذلك دعوى الاحتلال المكرس باسم الأمن والاستقرار.

(أخبار سوريا الوطن1-الشرق الأوسط)

مشاركة المقال: