في خطوة نحو الاستقرار، عادت حوالي 100 عائلة من مهجري السويداء، الذين كانوا يقيمون في محافظة درعا، إلى قرية الأصفر الواقعة في ريف السويداء الشرقي. تمت هذه العودة في 14 أيلول، تحت إشراف محافظة السويداء والأمن الداخلي في المحافظة.
أفاد مراسل عنب بلدي في درعا بأن الهلال الأحمر السوري قام بتوزيع مساعدات غذائية وصحية على العائدين على طريق السويداء- دمشق. ورافق العائدين عناصر من الأمن العام ومحافظ السويداء، مصطفى البكور، إلى قريتهم الأصفر.
تعتبر قرية الأصفر من القرى ذات الأغلبية البدوية، وقد تعرض سكانها للتهجير مؤخرًا نتيجة للأحداث التي شهدتها السويداء في منتصف تموز الماضي. وتخشى بعض العائلات العائدة من تكرار سيناريو تموز الماضي، حيث تعرضوا للتهجير وسط انتهاكات من قبل المجموعات المحلية، وفقًا لأقوالهم.
أكد عبد الله الدليمي، المتحدث باسم المكتب الإعلامي لمحافظة السويداء التابع للحكومة السورية، لعنب بلدي أن البلدات التي يعود إليها المهجرون آمنة بشكل عام، وأن هناك طوقًا أمنيًا لقوى الجيش والأمن يفصل بين أبناء العشائر والسكان من أبناء الطائفة الدرزية، بهدف منع تجدد الاشتباكات بين الطرفين.
تعمل قوات الأمن الداخلي التابعة للحكومة السورية على الفصل بين فصائل السويداء المحلية ومسلحي العشائر، حيث تقع بين الحين والآخر مواجهات بين الفصائل المحلية في السويداء والأمن الداخلي. وكانت أحدث هذه المواجهات في 14 أيلول الحالي، حيث اندلعت اشتباكات غربي محافظة السويداء بين الأمن الداخلي والفصائل المحلية في السويداء، واستمرت ثلاث ساعات، استخدمت فيها الأطراف المضادات الأرضية.
أسفرت المواجهات التي اندلعت في محافظة السويداء في تموز الماضي عن نزوح مئات العائلات من سكان البدو في المحافظة، والذين استقروا في محافظة درعا المجاورة. ووفقًا لإحصائية صادرة عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في 1 آب الماضي، قتل ما لا يقل عن 1013 سوريًا من عسكريين ومدنيين، من جميع الأطراف، خلال الأحداث التي جرت في السويداء منذ 13 تموز وحتى تاريخ التقرير.
ضعف في الخدمات
تعاني قرية الأصفر نقصًا في الخدمات الرئيسة مثل الكهرباء والصحة والتعليم والاتصالات، بحسب المتحدث باسم عشائر السويداء، مصطفى العميري، نقلًا عن أقاربه وأصدقائه الذين عادوا إلى القرية، مشيرًا إلى اقتراب موعد المدارس. وأضاف أن بقاء هؤلاء العائدين وعودة آخرين مرتبط بتوفير الخدمات الرئيسة، وأن هناك وعودًا من محافظة السويداء والمنظمات الدولية لتأمين الخدمات وتوزيع إعانات غذائية وصحية ومالية على العائدين.
وقدّر العميري عدد العائدين ما بين 70 إلى 100 عائلة معتبرًا أن عودتهم “بالون اختبار”، إذ تتجهز بعض العائلات للعودة، ولكن بعد اطمئنان توفير الخدمات وتوفير الأمن في هذه المنطقة.
أشار الدليمي إلى أن العمل مستمر لدى مجلس بلدية الأصفر لتأمين عودة كريمة لكافة السكان الراغبين بالعودة دون تمييز بين أي طرف أو طائفة. ويجري محافظ السويداء والمنظمات الدولية والجهات الحكومية جولات لتنسيق الجهود لضمان عودة كريمة للأهالي مع العمل على عودة الخدمات الرئيسة للمناطق.
وأضاف الدليمي أن مجلس بلدية الأصفر يعمل على رفع متطلبات القرى من الخدمات الأساسية، وأهمها تشغيل الآبار لتأمين مياه الشرب، وكذلك ترميم المدارس الحكومية وتأمين شبكات الاتصال.
الأصفر، إحدى قرى الريف الشرقي للسويداء، ويسكنها المكون البدوي، وسبق أن تعرضت للتهجير خلال السنوات القليلة الماضية، إذ تعاقبت عليها أطراف السيطرة من المعارضة السورية إلى تنظيم “الدولة السورية” إلى النظام السوري السابق. تتبع الأصفر إداريًا إلى منطقة شهبا، وتصل السويداء بغوطة دمشق الغربية، وتشكل مدخلًا لبادية الحماد.
أحداث السويداء
بدأت الأحداث الدامية في السويداء بعمليات اختطاف متبادلة بين فصائل محلية في السويداء، موالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، وعشائر من البدو. وفي 14 تموز الماضي، دخلت قوات من وزارتي الداخلية والدفاع لفض النزاع الدائر، إلا أنها قوبلت بمواجهة من الفصائل بعد ورود أنباء عن انتهاكات من قبل القوات الحكومية.
وتدخلت إسرائيل على خط الصراع، ما أدى إلى انسحاب القوات الحكومية وتسليم الملف الأمني للفصائل المحلية، والتي ارتكبت أيضًا انتهاكات بحق عوائل من البدو. وتسيطر الحكومة على أكثر من 30 قرية في أرياف السويداء الشرقية والشمالية، بينما تسيطر الفصائل على باقي المدينة.