أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية عن التوصل إلى خريطة طريق مشتركة بين سوريا والأردن والولايات المتحدة، تهدف إلى إنهاء الأزمة في محافظة السويداء وإرساء الاستقرار في جنوب البلاد. وقد صدر البيان عقب اجتماع ثلاثي في دمشق ضم وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس بارلي، وذلك استكمالاً لسلسلة لقاءات استضافتها عمّان في تموز وآب الماضيين.
المبادئ الأساسية
أكدت الخارجية السورية أن خريطة الطريق تنطلق من:
- الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة.
- التأكيد على أن محافظة السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، وأن أبناءها مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات.
- اعتبار استقرار سوريا وأمنها ركيزة للاستقرار الإقليمي.
- اعتماد نهج عملي وبنّاء يقوم على التعاون مع الأردن والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
التزامات الحكومة السورية
أوضح البيان أن الحكومة السورية ستتخذ سلسلة من الخطوات أبرزها:
- فتح تحقيقات مستقلة ومحايدة في أحداث السويداء الأخيرة، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وفق القانون السوري.
- إطلاق سراح جميع المعتقلين والمحتجزين من أبناء المحافظة ممّن لم تثبت إدانتهم أمام القضاء.
- تسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
- تأمين الحماية الكاملة للمدنيين.
- إعادة بناء المرافق والقرى المتضررة نتيجة الأحداث.
- مكافحة الإرهاب وخطاب الكراهية وتطوير التشريعات لتعزيز الاستقرار.
الخطوات العاجلة المتفق عليها
أشار البيان إلى أن الأطراف الثلاثة اتفقت على إجراءات عملية فورية، تشمل:
- انسحاب المقاتلين المدنيين من السويداء وانتشار قوات نظامية مدرّبة على الحدود الإدارية للمحافظة.
- عودة المهجّرين إلى قراهم وتأمين الظروف الملائمة لاستقرارهم.
- إطلاق سراح المحتجزين والمخطوفين بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
- تسهيل الوصول إلى الأدلة المتعلقة بالأحداث الأخيرة، بما في ذلك شهادات الشهود وكاميرات المراقبة.
- إدارة تدفّق المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية.
- إشراك ممثلي المجتمع المحلي في المصالحة والإعمار.
إشراك المجتمع المحلي
شدد بيان الخارجية على أن الحل لن يكتمل من دون مشاركة الأهالي، وذلك عبر:
- تشكيل مجلس محلي تمثيلي يضم جميع المكونات الدينية والاجتماعية في السويداء.
- عقد حوارات ومصالحات داخلية بإشراف وجهاء المجتمع.
- تحديد آلية متابعة وجدول زمني لإعادة الاندماج الكامل للمحافظة في مؤسسات الدولة السورية.
الدعم الدولي والإقليمي
أوضح البيان أن الأردن والولايات المتحدة تعهدا بـ:
- تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية ودعم إعادة الإعمار.
- المساعدة القانونية والفنية في تطوير التشريعات السورية.
- المشاركة في مراقبة تنفيذ خريطة الطريق من خلال آلية ثلاثية تراعي السيادة السورية.
- معالجة الشواغل الأمنية في الجنوب عبر تفاهمات مع سوريا تضمن استقرار الحدود وسلامة الأراضي.
وختمت وزارة الخارجية بيانها بالتأكيد أن خريطة الطريق تمثل خطوة مفصلية نحو معالجة الأزمة في السويداء، بما يفتح الباب أمام استقرار جنوب سوريا، وإطلاق مسار مصالحة وطنية شاملة تضمن المساواة بين جميع السوريين، وإعادة دمج المحافظة بالكامل في مؤسسات الدولة.