الأربعاء, 17 سبتمبر 2025 02:05 PM

بالأرقام والتفاصيل: كيف يؤثر سد النهضة على مستقبل الأمن المائي المصري؟

بالأرقام والتفاصيل: كيف يؤثر سد النهضة على مستقبل الأمن المائي المصري؟

بعد مرور 14 عاماً على بدء أعمال البناء، افتتحت إثيوبيا رسمياً سدّ النهضة يوم الثلاثاء الماضي. يُعد هذا السدّ الأضخم من نوعه في أفريقيا في مجال المشروعات الكهرومائية، حيث يهدف لتوفير الطاقة لملايين الإثيوبيين، إلا أنه يثير مخاوف بشأن تفاقم أزمات المياه في دول المصبّ، وعلى رأسها مصر، التي قد تتحول معاناتها المزمنة مع نقص المياه إلى أزمة حقيقية تهدد أمنها المائي.

فيما يلي ثلاثة تأثيرات محتملة للمشروع على الأمن المائي في مصر مستقبلاً:

  1. 46.5 مليار متر مكعب من المياه المفقودة خلال قرن: قد تشهد مصر خسارة تتراوح بين 2.5 و 3 مليارات متر مكعب من المياه سنوياً نتيجة تشغيل السدّ، ما يمثل زيادة بنسبة 14% تقريباً على العجز المائي السنوي المقدر بنحو 21.38 مليار متر مكعب. وبحلول مئة عام، سيصل إجمالي الفاقد من المياه إلى حوالي 46.5 مليار متر مكعب، وفقاً لتقديرات «حلول للسياسات البديلة» في الجامعة الأميركية في القاهرة. كما سيشهد متوسط تصريف مياه النيل الأزرق المار بسدّ النهضة انخفاضاً بنحو 6.1 مليار متر مكعب. وتأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه مصر من شح مائي وتراجع مستمر في نصيب الفرد من المياه على مدى عقود، حيث وصل إلى 530 متراً مكعباً للفرد في العام 2022، وهو أقل بكثير من خط الفقر المائي العالمي البالغ 1000 متر مكعب.
  2. 36% التراجع المحتمل في إنتاجية الطاقة بالسد العالي: من المحتمل أن تنخفض القدرة الإنتاجية للطاقة في «السدّ العالي» بنسبة تتراوح بين 22% و 36%، إذا افترضنا ملء السد بنحو 50 مليار متر مكعب سنوياً لمدة عشر سنوات. بالإضافة إلى ذلك، قد يفقد خزان السدّ العالي ما بين 30 و 50 مليار متر مكعب، وقد ينخفض منسوب المياه في الخزان من 6.5 إلى 10.5 أمتار. وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة طاقة تعاني منها مصر، والتي ينتج عنها تقنين قاس للكهرباء، خاصة في فترات ارتفاع درجات الحرارة.
  3. تراجع تدريجي في منسوب مياه النيل: لن تظهر الآثار السلبية لسدّ النهضة على مصر بشكل فوري. ووفقاً لحسابات «حلول للسياسات البديلة»، لن تبلغ هذه الآثار ذروتها إلا بعد 35 عاماً، ثم تستمر لمدة 17 عاماً أخرى. ويعزى ذلك إلى الفقدان طويل الأمد للمياه بسبب التبخر والتسرب في خزان السدّ خلال فترات الجفاف في النيل الأزرق، أحد أهم روافد النيل، مما يؤدي إلى انخفاض منسوب المياه وتراجع التدفقات.

تجدر الإشارة إلى أن مصر، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 116 مليون نسمة، تعتمد بشكل شبه كامل على نهر النيل لتأمين أكثر من 93% من مواردها من المياه العذبة (55.5 مليار متر مكعب من أصل 59.7 مليار متر مكعب). ويعتبر قطاع الزراعة الأكثر تضرراً، حيث يستهلك حوالي 76% من موارد المياه المتاحة.

(أخبار سوريا الوطن1-مجلة الوعي العربي)

مشاركة المقال: